تصاعد التوتر على الحدود بين بنغلاديش والهند بسبب قطع الأشجار

حرس الحدود البنغلاديشي يتصدى لمحاولة هندية لقطع الأشجار في منطقة كيرانغنج

شهدت الحدود بين بنغلاديش والهند توترًا حادًا يوم السبت 18 يناير 2025، إثر محاولة مجموعة من حرس الحدود الهندي (BSF) والمواطنين الهنود التسلل إلى الأراضي البنغلاديشية عبر منطقة كيرانغنج في ولاية شيفجانغ، حيث قاموا بقطع فروع أشجار المانجو التابعة للمزارعين البنغلاديشيين.

في الساعة الثانية عشرة والنصف ظهرًا، حاول المهاجمون دخول الأراضي البنغلاديشية في منطقة كيرانغنج، التابعة للاتحاد المحلي في بينودبور. بادر حرس الحدود البنغلاديشي (BGB) بالتدخل الفوري، حيث وقف السكان المحليون معهم في مواجهة المهاجمين، ما أسفر عن إصابة عدة أشخاص، تم التعرف على اثنين منهم وهما: أسماول، 18 عامًا، وابن منطقة جهايتن علي، وبابو، 26 عامًا.

ونتيجة لذلك، تم عقد اجتماع فوري بين حرس الحدود البنغلاديشي (BGB) وحرس الحدود الهندي (BSF) عبر آلية العلم، حيث طالب الجانب الهندي بالنظر إلى الحادث بروح من التسامح والرحمة، في خطوة تهدف إلى تهدئة الأوضاع على الحدود.

تفاصيل الحادث تشير إلى أن نحو 100 من أفراد BSF والمواطنين الهنود اقتحموا الحدود البنغلاديشية في وقت متزامن، وقاموا بقطع 12 إلى 15 شجرة مانجو من الأراضي الزراعية البنغلاديشية. وقد ردّت القوات البنغلاديشية بالتنسيق مع المواطنين المحليين، حيث استجابت بفاعلية من خلال تحريك الدوريات العسكرية وأصوات مكبرات الصوت لحشد الدعم من السكان المحليين.

فيما شهدت المنطقة توترًا شديدًا، حيث تبادل الطرفان القنابل الصوتية والغاز المسيل للدموع، بينما كان الهنديون يرمون الحجارة تجاه القوات البنغلاديشية والمواطنين المحليين. في أعقاب ذلك، تراجعت القوات الهندية مع الأشجار المقطوعة، وحدثت مواجهات لفظية حادة بين الطرفين، حيث تبادلوا الهتافات القومية، إذ ردد الهنود شعار “جاي شري رام” بينما رفع البنغلاديشيون شعار “الله أكبر”.

وفي تصريحات لقيادة القوات البنغلاديشية، أكد اللفتنانت كولونيل غولام كيبرية، قائد كتيبة 59 من (BGB)، أن الحادث تم التعامل معه بسرعة وكفاءة من جانب قوات الحدود البنغلاديشية، مما أسهم في تهدئة الوضع والحد من تصاعد التوترات. وأضاف أنه تم التوصل إلى تفاهم مع الجانب الهندي من خلال الاجتماع بين الحرسين، والذي أسفر عن تعهد الهند بالنظر إلى الواقعة بنظرة “رحيمة”، ما سمح بإعادة الوضع إلى طبيعته في منطقة الحدود.

العديد من سكان المنطقة الذين تواجدوا أثناء الحادث أشاروا إلى تعاونهم مع السلطات البنغلاديشية بشكل فاعل، مؤكدين أن تصرفهم السريع ساعد في دفع المعتدين إلى التراجع ووقف عمليات قطع الأشجار. وقال حبيب الرحمن، أحد السكان المحليين، إن دعوة حرس الحدود البنغلاديشي للمساعدة استقطبت العديد من الأهالي الذين استجابوا فورًا، ما ساهم في دعم القوات ومواجهة المعتدين.

وبعد تراجع القوات الهندية، أكدت القوات البنغلاديشية أن الوضع عاد إلى طبيعته في حدود الساعة الرابعة عصرًا، وذلك بعد الاجتماعات بين الطرفين التي تناولت الحادث وضرورة تجنب التصعيد في المستقبل.