تصاعد التوترات على الحدود البنغلاديشية-الهندية وماماتا بانيرجي تدعو إلى ضبط النفس

مواجهات تسفر عن إصابات وحديث عن محاولات لإثارة الفوضى بين الجارتين

في ظل تصاعد التوترات على الحدود بين بنغلاديش والهند، شهدت منطقة شاباي نوابغانج مواجهات عنيفة بين سكان من البلدين، أسفرت عن إصابة خمسة أشخاص بجروح متفاوتة. وتأتي هذه الأحداث وسط محاولات هندية لإقامة أسوار شائكة على الحدود، وهي خطوة أثارت اعتراضات قوية من قبل قوات حرس الحدود البنغلاديشية “بي جي بي”، إلى جانب السكان المحليين.

وفي إطار هذه التطورات، تدخلت رئيسة وزراء ولاية البنغال الغربية، ماماتا بانيرجي، داعية إلى التهدئة وضبط النفس. وأكدت في تصريحاتها أن الحفاظ على السلام مسؤولية مشتركة، مشددة على ضرورة أن تتحمل قوات حرس الحدود الهندية “بي إس إف” دورها في ضمان الأمن والاستقرار.

وقالت ماماتا خلال زيارتها لمنطقة مرشد آباد القريبة من الحدود: “الحدود مسؤولية بي إس إف، وعليها أن تضمن عدم تصاعد التوترات. أما نحن، فلن نتسامح مع أي اعتداءات، لكنني أحذر سكان المناطق الحدودية من الانجرار وراء أي تحريض قد يؤدي إلى الفوضى، فهناك أطراف تسعى لإثارة النزاعات وإشعال فتيل الأزمات بين البلدين.”

يذكر أن منطقة شاباي نوابغانج كانت قد شهدت مواجهات حادة يوم 18 يناير، حيث أكد شهود عيان أن المواطنين الهنود بدأوا بالاعتداء على الجانب البنغلاديشي، في حين لم تتحرك قوات “بي إس إف” للسيطرة على الموقف. هذه المواجهات دفعت القوات الهندية لاحقًا إلى فرض قيود صارمة على حركة السكان المحليين في منطقة سيوكديبور بمقاطعة مالدا، حيث لا يزال التوتر سيد الموقف.

وتواصل قوات “بي إس إف” التابعة للكتيبة 119 القيام بدوريات مكثفة في المنطقة، فيما شددت قوات “بي جي بي” من جانبها على رفض أي تجاوزات تتعارض مع القوانين الدولية.

ويبدو أن السبب الرئيسي وراء هذا التصعيد هو مساعي الهند لإقامة أسوار شائكة في المناطق الحدودية، وهو ما أثار حفيظة بنغلاديش التي اعتبرت هذا الإجراء انتهاكًا للاتفاقيات والقوانين الدولية. وأمام هذا الضغط، توقفت عمليات بناء الأسوار بعد اعتراضات حازمة من الجانب البنغلاديشي، مدعومة بموقف صارم من السكان المحليين.

ورغم أن هذه المواجهات ليست الأولى من نوعها، فإن تصاعدها في الأيام الأخيرة يعكس هشاشة الوضع الأمني على الحدود، ما يستدعي تدخلًا دبلوماسيًا عاجلًا لإعادة الأمور إلى نصابها. ويبدو أن المنطقة الحدودية أصبحت مسرحًا لصراعات متكررة تحتاج إلى حلول جذرية تضمن احترام القوانين الدولية وتحافظ على حقوق الطرفين.

من الجدير بالذكر أن الحدود بين الهند وبنغلاديش شهدت تاريخًا من التوترات المتقطعة، لكن الأحداث الأخيرة كشفت عن تحديات جديدة تتطلب تعاونًا ثنائيًا لتجنب مزيد من التصعيد وضمان استقرار العلاقات بين الجارتين.