حذر محمود الرحمن، رئيس تحرير صحيفة “ديلي أمار دايز”، من خطر جدي يتهدد استقلال بنغلاديش في حال استمرار الانقسامات بين العلماء، مشدداً على أن الهند قد تستغل هذه الفرصة لاستعادة بنغلاديش كإحدى ولاياتها. جاء ذلك في خطاب مؤثر ألقاه في حفل تكريمي نظمته الجامعة الإسلامية العربية في مدينة جيري بشيتاغونغ يوم الجمعة 24 يناير 2025.
وأكد الرحمن في حديثه أن الهند تنتظر اللحظة المناسبة لاستعادة بنغلاديش، محذراً من أن الانقسامات الداخلية والخلافات بين العلماء ستسهم في تحقيق هذا الهدف. وقال: “لو لم نتحد الآن، وتركنا خلافاتنا تفرّقنا، فإن ما تسعى إليه الهند قد يصبح واقعاً”، داعياً إلى ضرورة التكاتف في مواجهة هذه التحديات.
وأعرب رئيس التحرير عن أسفه لما تعرضت له بنغلاديش في الماضي من ظروف صعبة، حيث استذكر تجربته الشخصية عندما تم اعتقاله في عام 2010، قائلاً: “في تلك اللحظات، كنت أعتقد أن بنغلاديش قد لا تبقى كما هي، مهما كانت قوة السيدة شيخة حسينة في الرئاسة. لأن الشعب المسلم كان يعيش في ظل تحديات كبيرة، وكانت الوحدة هي المفتاح الوحيد لبقاء الأمة.”
وأوضح محمود الرحمن أن العلماء كانوا حجر الزاوية في تلك الوحدة، مشيراً إلى أن بقاء الأمة كان مرتبطاً بتضافر جهود العلماء ضد الدكتاتورية. وأضاف قائلاً: “لولا الاتحاد بين العلماء، لما كان الشعب المسلم قادراً على الصمود أمام التحديات. واليوم، نرى أن العلماء هم من يقودون مسيرة هذا الاتحاد، الذي سيوصلنا إلى الحفاظ على سيادتنا، وإلا فإن بنغلاديش قد تصبح ولاية هندية.”
وفي ختام كلمته، أكد على أن استعادة الحرية في بنغلاديش بعد سنوات من النضال كانت نتيجة طبيعية لهذا الاتحاد. كما أشار إلى أن البلاد لا تخلو من تأثيرات الهند، وأنه بدون اتحاد العلماء، قد تكون البلاد عرضة للتدخلات الخارجية. وأوضح أن هذا الاتحاد ألهم الشباب البنجاليين، مما جعلهم يواصلون النضال رغم التضحيات الجسام، لتكون بنغلاديش اليوم شاهدة على بطولات شهدائها من طلاب المدارس الذين قدموا حياتهم في سبيل الدفاع عن سيادة وطنهم.