بدأت ضاحية تونغي شمال العاصمة دكا صباح الخميس استقبال حشود ضخمة من المصلين الذين توافدوا من مختلف أنحاء بنغلاديش والعالم للمشاركة في الاجتماع العالمي لجماعة التبليغ 2025، أحد أضخم التجمعات الإسلامية في العالم. ورغم برودة الطقس، لم تمنع الموجة الشتوية القارسة آلاف المسلمين من ركوب الحافلات المكتظة والقطارات المزدحمة والزوارق المتدفقة عبر نهر توراغ للوصول إلى ميدان الاجتماع.
انطلاق المرحلة الأولى من الاجتماع الجمعة
تستعد ضفاف نهر توراغ لاستقبال الفعاليات الرسمية للمرحلة الأولى من الاجتماع العالمي في نسخته الـ58، والمقرر انطلاقها صباح الجمعة. وسيشهد الحدث إلقاء كلمات دعوية ودروس إرشادية من قبل كبار علماء ودعاة جماعة التبليغ، وسط أجواء روحانية تملؤها الذكر والتضرع.
وأكدت لجنة إدارة الاجتماع اكتمال جميع التحضيرات اللوجستية والتنظيمية لاستقبال الحشود، مع تخصيص مناطق مبيت، ومرافق صحية، وخدمات غذائية لضمان راحة المشاركين.
فعاليات تمهيدية وخطبة توجيهية مع تدفق الجموع
على الرغم من أن الأنشطة الرئيسية لن تبدأ رسميًا حتى صباح الجمعة، إلا أن الفعاليات التمهيدية انطلقت مساء الخميس، حيث تم تقديم إرشادات تنظيمية لمسؤولي الجماعة في مختلف المحافظات، لضمان التنسيق الفعّال خلال أيام الاجتماع.
وفي خطبة الفجر، دعا أحد مسؤولي الجماعة المشاركين إلى اغتنام الوقت والالتزام بالبرنامج الدعوي، مشددًا على أهمية الابتعاد عن الانشغال بأمور غير مفيدة واستغلال الفرصة لتجديد العهد مع الله والتمسك برسالة الدعوة.
إجراءات أمنية مشددة لضمان سلامة الحضور
رغم أن الاجتماعات السابقة لم تسجل أي حوادث أمنية تُذكر، إلا أن السلطات عززت الإجراءات الأمنية بشكل غير مسبوق هذا العام. وأوضح رئيس شرطة المنطقة أن عشرات الآلاف من عناصر الأمن تم نشرهم في محيط الحدث، مع تخصيص فرق أمنية متنقلة، ومئات من الضباط السريين بملابس مدنية لمراقبة الوضع وضمان سلامة المشاركين.
توقعات بمشاركة قياسية تفوق الثلاثة ملايين
من المتوقع أن يشهد الاجتماع العالمي تدفقًا غير مسبوق للمصلين، حيث تشير التقديرات إلى مشاركة أكثر من ثلاثة ملايين مسلم من داخل البلاد وخارجها، مما يجعله أحد أكبر التجمعات الإسلامية في العالم.
ويعكس هذا الحضور الهائل مكانة جماعة التبليغ كحركة دعوية عالمية، تستقطب ملايين المسلمين سنويًا، وتسعى إلى إحياء القيم الإيمانية، وتعزيز الدعوة السلمية، وترسيخ روح الأخوة الإسلامية بين الشعوب.
وسط هذه الأجواء الإيمانية، تتجه أنظار العالم الإسلامي إلى تونغي، حيث تتجسد مشاهد التلاحم الديني والالتزام بالدعوة في أكبر تجمع إسلامي بعد الحج، في صورة تعكس وحدة المسلمين وسعيهم للارتقاء بحياتهم الروحية والدعوية.
