بدأت فعاليات الاجتماع العالمي السنوي لجماعة التبليغ اليوم، الجمعة 31 يناير 2025، في مدينة تونغي، التي تقع شمال العاصمة البنغالية دكا، في حدث ديني ضخم يتوقع أن يشهد مشاركة ملايين المسلمين من مختلف أنحاء العالم.
وتوافد المشاركون على المكان منذ الساعات الأولى من صباح اليوم، عبر حافلات مكتظة، قطارات، وزوارق، حيث تجمعوا على ضفاف نهر توراغ في أجواء تعبق بروح الإيمان والتفاني. يأتي هذا الحدث في إطار دعوة جماعة التبليغ لاتباع تعاليم الإسلام، وتحفيز المسلمين على الاجتهاد في الدعوة إلى الله في مختلف بقاع الأرض.
وقد ألقى العلامة الباكستاني مولانا عبيد الله خورشيد خطبة بعد صلاة الفجر، تناول خلالها أهمية استثمار الوقت، وحث المسلمين على الابتعاد عن إضاعته في غير فائدة، داعياً إلى الاهتمام بتطوير الذات والنهوض برسالة الإسلام.
يُذكر أن الاجتماع يعقد سنوياً في تونغي منذ عام 1966، ويستمر لثلاثة أيام. ويجمع المصلين من شتى دول العالم، ويُعد فرصة للتأمل الروحي وتعلم دروس دينية تهدف إلى تعزيز التفاهم بين المسلمين. هذا العام، سيتم ترجمة المحاضرات إلى أكثر من 12 لغة لتيسير فهمها من قبل الحضور الأجانب الذين سيتجمعون في مكان الاجتماع الواسع.
وفي إطار استعدادات الحدث، قامت السكك الحديدية البنغلاديشية بتخصيص خدمات قطارات خاصة لنقل المشاركين من مختلف المدن إلى منطقة تونغي. كما ستتوقف القطارات القادمة إلى العاصمة في محطة تونغي لمدة دقيقتين، وذلك لتسهيل حركة الوافدين على الاجتماع.
على الرغم من أن الاجتماعات السابقة لم تشهد أي أحداث عنف، فقد جرى تعزيز الإجراءات الأمنية هذا العام بشكل غير مسبوق. فقد تم نشر عشرات الآلاف من رجال الشرطة والأمن، بالإضافة إلى المئات من رجال القانون بملابس مدنية، لضمان سير الفعاليات في أجواء من الطمأنينة والهدوء. وقد أكد رئيس الشرطة في المنطقة أن الأمن سيكون على أتم الاستعداد لمواجهة أي طارئ.
تستمر فعاليات هذا التجمع الديني الكبير لمدة ثلاثة أيام، حيث يلتقي الآلاف في جو من السكينة والتأمل، بعيداً عن صخب الحياة اليومية، ملتزمين برسالة واحدة: نشر تعاليم الإسلام وحث العالم على اتباع السنة النبوية.
