أكد المستشار في الشؤون الدينية، الدكتور خالد حسين، أن الزكاة تمثل أحد أبرز الأنظمة الاقتصادية الفعّالة التي تسهم بشكل كبير في الحد من الفقر وتخفيف معاناة الفئات الضعيفة في المجتمع. وأوضح أن الزكاة، باعتبارها ركناً أساسياً من أركان الشريعة الإسلامية، تلعب دوراً مهماً في تحقيق التوازن الاقتصادي والاجتماعي، حيث تضمن توزيع الثروة بشكل عادل بين الأغنياء والفقراء، ما يعزز المساواة ويسهم في بناء مجتمع متراحم.
جاء ذلك في كلمة ألقاها المستشار أثناء مشاركته في برنامج توزيع المساعدات المالية الذي أُقيم يوم الجمعة في كلية عمر غاني إم إي إس بمدينة شيتاغونغ، حيث قامت مؤسسة نور الحبيب، بالتعاون مع مؤسسة المناهل الخيرية، بتنظيم هذا الحدث الخيري.
وفي هذا السياق، قام الدكتور خالد حسين بتوزيع مساعدات مالية تقدر بنحو 40 مليون تاكا على 200 فرد من الفئات المعوزة، الذين يعانون من العجز أو الإقصاء الاجتماعي. وقد تم استهداف هؤلاء الأشخاص وفقاً للمعايير التي تضمن تلبية احتياجاتهم الأساسية من طعام، وملبس، ومسكن، ورعاية صحية.
وأكد المستشار في حديثه أن الزكاة لا تقتصر على توفير الاحتياجات الأساسية للفقراء، بل هي أداة مهمة لتحسين نوعية حياتهم ومساعدتهم في الخروج من دائرة الفقر المدقع. وأضاف أن هذا النظام لا يساعد فقط في سد الحاجات المعيشية، بل يعزز من قدرة الفقراء على تحقيق استقلالهم الاقتصادي ورفع مستواهم الاجتماعي.
كما دعا المستشار الأغنياء إلى الوفاء بواجباتهم تجاه الفقراء والمحتاجين، من خلال إخراج زكاتهم وفقاً لما ورد في الشريعة الإسلامية، معتبراً أن هذه المسؤولية هي أساس من أسس بناء مجتمع متماسك وقوي.
الزكاة، في رؤية الدكتور خالد حسين، ليست مجرد فرض ديني، بل هي أيضًا نظام متكامل يعزز من التنمية المستدامة ويسهم في بناء مجتمعات أكثر عدلاً وتوازناً.
