في تصريحات قوية وغير تقليدية، أكد مستشار الشؤون الدينية في بنغلاديش، الدكتور مولانا آ ف م خالد حسين، أن العلماء الذين يحملون فهماً عميقاً للقرآن الكريم، قادرون على إدارة البلاد وتحويلها إلى مجتمع متقدم ومتوازن، خالٍ من الفساد والمحسوبية.
وفي ختام محفل تفسير القرآن الذي أُقيم في مدينة تشوكبازار مساء الجمعة (31 يناير)، أشار الدكتور خالد حسين إلى أن “العلوم الدينية القائمة على القرآن الكريم هي السبيل الأمثل لإصلاح المجتمعات، وأنه إذا تم تمكين العلماء من تولي المناصب القيادية في البلاد، فإن الفساد والمحسوبية سينتهيان، وستحظى البلاد بتقدم اجتماعي واقتصادي هائل”. وأضاف: “العلماء هم الركيزة التي يمكن أن تبني المجتمع، وتصل به إلى مراحل عالية من التنمية والعدالة”.
كما دعا مستشار الشؤون الدينية إلى نبذ الجدل الفارغ الذي يعصف بمواقع التواصل الاجتماعي مثل “فيسبوك” و”تويتر”، قائلاً: “يجب أن نتعلم احترام بعضنا البعض، وأن نوسّع آفاق تفكيرنا. العمل الجماعي والتعاون بين مختلف الأطياف هو الطريق الوحيد لتحقيق الإنجازات الكبيرة. نحن بحاجة إلى التكاتف، وإذا عملنا معًا بروح التعاون، فسوف نجد أن المجتمع سيشهد تغيرات إيجابية ملموسة”.
الوحدة الإسلامية: دربنا نحو الإصلاح
وأوضح الدكتور حسين أن هناك محاولات لتقسيم الأمة الإسلامية إلى فرق متناحرة، مشيرًا إلى أن “المؤامرات التي تُحاك ضد وحدة المسلمين يجب أن تُفضح وتُوقف. الحفاظ على وحدتنا هو أمر حتمي من أجل تحقيق التقدم. كما أن تنوع وجهات النظر يجب أن يُعتبر قوة، وليس سببًا للخلاف”.
وفي هذا السياق، أكد الدكتور خالد حسين أن “العالم الإسلامي اليوم بحاجة إلى وحدة حقيقية بين كافة الأفراد، وخاصة في بنغلاديش، التي تضم نحو 180 مليون مسلم. إذا تمكنا من تجاوز الخلافات والعمل معًا، سنفتح أبوابًا جديدة من الإصلاحات التي ستعود بالنفع على البلاد”.
الفساد: بداية الإصلاح والتغيير
واعتبر مستشار الشؤون الدينية أن الفساد في المؤسسات الحكومية يشكل عائقًا كبيرًا أمام تقدم المجتمع، مضيفًا: “لقد قمنا بتشكيل لجنة تحقيق مستقلة برئاسة قاضٍ من المحكمة العليا لمتابعة كل قضايا الفساد المتعلقة بالمؤسسات الإسلامية في البلاد. لن يكون من السهل القضاء على الفساد بين عشية وضحاها، لكننا بدأنا في اتخاذ الإجراءات اللازمة لوقفه”.
وأشار الدكتور حسين إلى أن الفساد الذي طال بعض المؤسسات على مدار 16 عامًا يجب أن يتم التعامل معه بجدية، قائلاً: “الفساد لا يمكن أن يستمر في ظل القيادة الجديدة. نحن بدأنا التنظيف، وسنواصل الجهود حتى تحقيق التغيير الكامل”.
الانتخابات القادمة: وعدٌ بالشفافية والنزاهة
كما تناول الدكتور خالد حسين الانتخابات المقبلة في البلاد، معربًا عن تفاؤله بأن تكون انتخابات حرة ونزيهة. وقال: “الانتخابات المقبلة ستكون بمثابة نقطة تحول تاريخية. الجميع سيحصل على فرصة حقيقية لاختيار ممثليه بحرية تامة، ولن يكون هناك مكان للتزوير أو التدخلات. الشعب سيتخذ قراره بشكل شفاف وواضح”.
وفيما يتعلق بالتحضير لموسم الحج، كشف الدكتور حسين عن خطة لإرسال الحجاج عبر البحر في عام 2026، مؤكداً أنه خفض تكاليف تذاكر الطيران بشكل كبير، من 197 ألف إلى 167 ألف تكا، وذلك لتسهيل السفر على الحجاج. وأوضح أنه قد بدأ بالفعل مفاوضات مع وزارة العمرة السعودية لتنفيذ هذه الخطة، مؤكدًا: “سنعمل جاهدين لتحقيق هذا الهدف، رغم التحديات التي تواجهنا. إذا تم اكتشاف أي فساد في أي من إجراءات الحج، فلن نتوانى عن اتخاذ الإجراءات اللازمة بحق المسؤولين”.
واختتم الدكتور خالد حسين كلمته بالتأكيد على أهمية التعاون بين مختلف فئات المجتمع، وقال: “إذا اجتمع علماء الأمة الإسلامية، من مختلف المدارس الفكرية، على هدف واحد، فإن المستقبل سيكون مشرقًا، وسنحقق جميعًا تقدمًا حقيقيًا لهذا البلد”.
يُذكر أن المحفل تم تنظيمه من قبل “مجلس الرفاه الاجتماعي الإسلامي” في مدينة تشيتاغونغ، وشارك في الختام المفكر الإسلامي الدكتور مِيزانور رحمن أزهاري، بينما كان الدكتور آ ف م خالد حسين ضيف الشرف والمستشار الرئيسي في الحدث.
