وصل أكثر من 100 لاجئ من مسلمي الروهينغا إلى إقليم آتشيه الإندونيسي يوم الأربعاء، بعد رحلة شاقة عبر البحر على متن قارب تعرض للعطب قبالة قرية بيرلاك. ويُعتقد أن هؤلاء اللاجئين قد انطلقوا من منطقة كوكس بازار في بنغلاديش في محاولة للوصول إلى ماليزيا، حيث كانوا يأملون في العثور على مأوى أفضل.
وقد أكد قائد الشرطة المحلية في آتشيه، نوفا سورياندارو، أن القارب الذي كان يحمل هؤلاء اللاجئين عانى من تعطل في محركه، مما أدى إلى جنوحه في المياه. وأضاف سورياندارو أن أحد اللاجئين أفاد بأن القارب انطلق من شواطئ كوكس بازار في بنغلاديش، واصفًا الحادثة بأنها حلقة أخرى في سلسلة من محاولات الهجرة غير الشرعية لملايين من الروهينغا الذين فروا من العنف في ميانمار.
وأشار قائد الشرطة إلى أن هناك شكوكًا قوية حول قيام أشخاص بتخريب السفينة عمدًا لتقويض أي محاولة لإعادتها، مما يعكس مدى تعقيد عمليات التهريب والاتجار بالبشر التي يعاني منها هؤلاء اللاجئون في رحلاتهم المأساوية. وأكد سورياندارو أن السلطات الإندونيسية ستتخذ “إجراءات صارمة” ضد المهربين والمتاجرين بالبشر، داعيًا إلى تعاون دولي أكبر للحد من هذه الظاهرة.
وفي سياق متصل، تواصل معاناة مسلمي الروهينغا الذين اضطروا للهروب من ميانمار نتيجة الهجمات الوحشية التي شنها الجيش في أغسطس 2017 ضدهم في ولاية راخين (أراكان). وفقًا للأمم المتحدة، أسفرت هذه الحملة عن مقتل آلاف من الروهينغا، فيما فر ما يقارب مليون شخص إلى بنغلاديش بحثًا عن الأمان. وتستمر معاناتهم في ظل الظروف المعيشية القاسية في مخيمات اللجوء.
تعتبر الحكومة في ميانمار الروهينغا “مهاجرين غير شرعيين” جاءوا من بنغلاديش، بينما تصفهم الأمم المتحدة بأنهم “الأقلية الأكثر اضطهادًا في العالم”. وتستمر جهود الإغاثة الدولية لتوفير الدعم الإنساني للنازحين، في وقت تزداد فيه ضغوط المجتمع الدولي من أجل إيجاد حل دائم لهذه الأزمة الإنسانية المتفاقمة.