محاولات تقسيم بنغلاديش لا بد من مقاومتها للحفاظ على هويتنا الوطنية

في ندوة سياسية حول مشاكل المناطق الجبلية: مسعود يدعو لإلغاء "اتفاقية السلام" والتأكيد على الهوية الوطنية الواحدة.

في تصريحات قوية خلال ندوة سياسية عقدت في نادي الصحافة الوطني بالعاصمة، أكد الدكتور شفيق الإسلام مسعود، عضو اللجنة المركزية لحزب الجماعة الإسلامية، على أهمية الحفاظ على هوية بنغلاديش كدولة واحدة، منتقدًا محاولات تقسيم المجتمع البنغالي تحت مسميات عرقية وقبلية. جاء ذلك في إطار ندوة بعنوان “مشكلة المناطق الجبلية في بنغلاديش: رؤى سياسية للحل”، التي تناولت التحديات التي تواجه مناطق الجبال في البلاد.

مسعود، الذي كان يتحدث كمتحدث خاص في الندوة، شدد على أن الدولة المجاورة بدأت في محاولة خلق انقسامات بين سكان المناطق الجبلية وبقية بنغلاديش، عبر محاولات فصلهم تحت مسمى “حماية سكان الجبال”. وقال: “هذه المساعي لا تهدف فقط إلى عزل سكان الجبال عن بنغلاديش، بل تهدد وحدة البلاد بشكل عام”. واعتبر أن رئيسة الحكومة، شيخة حسينة، تتحمل جزءًا من المسؤولية عن هذه الانقسامات عبر ما يسمى بـ “اتفاقية السلام”، التي اعتبرها عاملًا مسببًا للتمييز بين المواطنين.

وأوضح مسعود أن “هذه الاتفاقية تساهم في نشر التمييز تحت مسميات الشعوب الأصلية والقبائل، مع أن الدين والعرق قد يختلفان، لكن الهوية الوطنية الجامعة هي أن الجميع في بنغلاديش هم بنغاليون”. وأضاف أن محاولات التفرقة على أسس عرقية لا تصب في صالح البلاد، بل تسهل التدخلات الأجنبية في الشؤون الداخلية.

وتطرق الدكتور مسعود إلى دور الهند في هذا الملف، مشيرًا إلى أن هناك محاولات من قبل الدولة المجاورة لزعزعة الاستقرار في المناطق الجبلية من خلال تحريض سكان الجبال ضد الدولة المركزية. وأكد على أن “وجود الجيش في المناطق الجبلية هو قرار داخلي بحت، ولا يحق لأي طرف خارجي أن يضغط لسحب القوات المسلحة من تلك المناطق”. وقال: “إذا تم سحب الجيش، فإن الهند ستستفيد من الفراغ الأمني وستسعى إلى فرض هيمنتها على هذه المناطق”. وأكد أن الشعب البنغلاديشي لن يقبل بأي شكل من أشكال الهيمنة الهندية على أراضيه.

وفي ختام كلمته، دعا مسعود الحكومة المؤقتة إلى اتخاذ خطوات جدية لتعديل الدستور، وإلغاء “اتفاقية السلام” التي ساهمت في تقسيم المواطنين على أسس عرقية. وأضاف أن “الهوية البنغالية الموحدة هي درعنا الواقي، وعلينا أن نتمسك بها لمواجهة التحديات الداخلية والخارجية”. وطالب بإلغاء التفرقة بين المواطنين، مؤكدًا أن القوى الأجنبية تسعى لاستغلال هذه الانقسامات لتحقيق مصالحها.

وفي سياق متصل، شارك في الندوة عدد من الشخصيات السياسية البارزة، بينهم شمس الزمان دودو، نائب رئيس حزب رابطة الشعب، الذي أكد في كلمته أن حزبه لا يؤمن بأي شكل من أشكال الانقسامات العرقية، مشيرًا إلى أن حزبه كان قد شن حملات في الشوارع سابقًا للمطالبة بإلغاء “اتفاقية السلام”. كما شارك في الندوة محمد راشد خان، الأمين العام لمجلس حقوق الشعب، ود. مصطفى زهير رحمن إيراني، رئيس حزب العمل، وعدد من الشخصيات السياسية التي أكدت على ضرورة الحفاظ على وحدة بنغلاديش في مواجهة التحديات الداخلية والخارجية.