ثورة يوليو : الطلاب والمواطنون يعلنون عن تشكيل حزب جديد لإحداث تغيير سياسي في بنغلاديش

القادة يؤكدون استبعاد أعضاء الحكومة المؤقتة ويعتمدون على الشباب في قيادة الحزب الجديد

أعلن قادة حركة الطلاب المناهضة للتمييز ولجنة “والمجتمع المدني” عن خططهم لتأسيس حزب سياسي جديدفي خطوة تاريخية تسعى إلى إحداث تغيير جذري في الساحة السياسية البنغلاديشية، وسيتم إطلاقه رسميًا هذا الشهر، حيث يتوقع أن يصل إلى الجماهير بحلول مارس المقبل. جاء الإعلان في مؤتمر صحفي عقد في منطقة بانجلاموتور بالعاصمة دكا، بحضور منسق لجنة “جاتيا ناغوريك” ناصر الدين باتواري، الأمين العام أختر حسين، ومنسق حركة الطلاب المناهضة للتمييز حسنات عبد الله.

وخلال المؤتمر، شدد القادة على أن الحزب الجديد سيكون فريدًا من نوعه، حيث يعكس تطلعات الشعب بعيدا عن الأطر التقليدية للأحزاب السياسية السائدة التي فشلت في تلبية احتياجات المواطنين. وأكدوا أن هذه المبادرة تأتي في وقت حساس، حيث يتحد جميع الأطياف السياسية والاجتماعية لأول مرة منذ 53 عامًا من أجل تشكيل حزب يعكس آمالهم وآراءهم.

وأوضح حسنات عبد الله، أحد أبرز القادة في حركة مناهضة الفاشية التي أسفرت عن الإطاحة بحكومة رابطة عوامي في أغسطس من العام الماضي، أن الحزب الجديد سيكون موجهًا بشكل خاص إلى فئات الشعب المختلفة، بما في ذلك المحتجون المصابون خلال عام 2024، وسائقي عربات الريكشا، والمجتمعات المهمشة، إضافة إلى الأفراد من كافة الأديان والفئات العمرية. وأضاف أن الحزب سيشمل جميع الفئات التي تم تهميشها من قبل الأحزاب السياسية التقليدية.

وأشار حسنات، الذي هو طالب في جامعة دكا، إلى أن الحزب سيبني سياساته استنادًا إلى آراء أكثر من مئة ألف مواطن، تم جمع آرائهم بشكل مباشر من خلال حملة تهدف إلى الاستماع إلى هموم الناس والتعرف على تطلعاتهم. ولفت إلى أن الحزب الجديد سيعتمد على قادة شبابية، وستكون القيادة بيد الشباب الذين يمثلون أمل المستقبل.

من جانبه، أكد ناصر الدين باتواري أن الحزب الجديد سيكون خاليًا من أي ارتباطات مع الحكومة المؤقتة، حيث لن يُسمح لأعضاء المجلس الاستشاري للحكومة المؤقتة بالانضمام إلى الحزب طالما ظلوا في مناصبهم. وتأتي هذه الخطوة في إطار حرص القادة على فصل الحزب الجديد عن أي تأثر بالوضع الحكومي الحالي، الذي يراه الكثيرون غير قادر على تلبية تطلعات الشعب.

وأضاف حسنات عبد الله أن الحزب سيكون مسارًا جديدًا بعيدًا عن الممارسات السياسية التقليدية التي اعتاد عليها النظام القائم. وأكد أن الحزب الجديد سيركز بشكل رئيسي على ضمان مستقبل خالٍ من الفساد والعنف، كما سيعمل على تحقيق العدالة الاجتماعية للمواطنين وتوفير بيئة من الحرية والمساواة للجميع.

ويُذكر أن حركة الطلاب المناهضة للتمييز قد قادت انتفاضة يوليو وأغسطس من العام الماضي، التي أسفرت عن الإطاحة بنظام رابطة عوامي، بعد 15 عامًا من الجهود التي فشلت الأحزاب السياسية في تحقيق نتائج ملموسة خلالها. ومنذ ذلك الحين، بدأ الكثيرون يتوقعون أن تشهد الساحة السياسية في بنغلاديش نشوء حزب جديد يسعى إلى تصحيح المسار السياسي، بعيدًا عن الفساد والإرهاب، ويعبر عن صوت الشباب والطبقات المهمشة في المجتمع البنغلاديشي.