موجة احتجاجات عارمة تهز بنغلاديش بعد خطاب مثير للجدل للشيخة حسينة من الهند

الاحتجاجات تشهد تصعيداً عنيفاً وتستهدف منزل والد الشيخة حسينة الذي يعتبره الرأي العام "رمزًا للفاشية" بسبب سياسات الشيخة حسينة، وحكومة بنغلاديش المؤقتة ترد على الاتهامات بآليات قانونية

تشهد بنغلاديش موجة متجددة من الاحتجاجات العارمة بعد خطاب رئيسة الوزراء المعزولة الشيخة حسينة من الهند، حيث ارتفعت حدة التوترات السياسية في البلاد. وقد تجسدت هذه الاحتجاجات في موجة من العنف الغاضب استهدفت بعض الممتلكات، بما في ذلك منزل والدها، الشيخ مجيب الرحمن، الذي تعرض لعمليات تخريب وإحراق، والذي يعتبره الرأي العام “رمزًا للفاشية” بسبب سياسات الشيخة حسينة.  كما شملت هذه الهجمات منازل قادة حزب رابطة عوامي في مناطق مختلفة من البلاد.

وجاءت هذه الهجمات بعد أن ألقت الشيخة حسينة خطاباً من الهند، وصفت فيه الحكومة الحالية بأنها “غير شرعية وغير دستورية”، مما أشعل غضب الشارع البنغلاديشي.

وفي تعليق له، أكد رئيس الحكومة المؤقتة، محمد يونس، التزام السلطات البنغلاديشية بالحفاظ على الأمن والنظام في البلاد، مشدداً على ضرورة الحفاظ على حياة المواطنين وممتلكاتهم. وذكر يونس أن الحكومة لن تتسامح مع أي محاولات لزعزعة الاستقرار، مؤكدًا أن الأمن سيقوم بواجبه لحماية الأرواح وتقديم المسؤولين عن أعمال العنف للعدالة.

غضب شعبي

وفي خطابها من الهند، أدانت الشيخة حسينة الهجوم على منزل والدها، مؤكدة أن خصومها السياسيين كانوا يسعون لتدمير رمزية هذا المعلم التاريخي، الذي لطالما كان رمزاً للسياسة البنغلاديشية وحزب رابطة عوامي على حسب زعمها.

أما بالنسبة للمواقف الرسمية، فقد أوضح فايز أحمد، مساعد السكرتير الصحفي لرئيس الحكومة المؤقتة، أن الرأي العام يعتبر هذا المنزل رمزاً “للفاشية” بسبب علاقة الشيخة حسينة العميقة بالسلطة الفاشية، مؤكداً أن الحكومة المؤقتة لن تسمح بحدوث أي أنشطة عنيفة في البلاد.

من جهة أخرى، أشار علاء الدين محمد، الأمين العام للشؤون الخارجية في اللجنة الوطنية للمواطنين، إلى أن الشعب البنغلاديشي كان قد امتنع عن استهداف هذا المنزل خلال احتجاجات العام الماضي، رغم معارضته لحكم حسينة، وذلك من أجل الحفاظ على سلمية الاحتجاجات وعدم تحويلها إلى فوضى.

رد على الاتهامات

وفي رد على تصريحات الشيخة حسينة التي اتهمت الحكومة المؤقتة بعدم الشرعية، أكد علاء الدين محمد أن تشكيل الحكومة المؤقتة تم بناءً على طلب الرئيس، الذي استشار المحكمة العليا، والتي سمحت بتشكيل الحكومة وفقًا لأحكام الدستور البنغلاديشي. وأشار إلى أن الحكومة المؤقتة تحظى بدعم شعبي كبير، وهو ما يعزز شرعيتها.

أما بشأن تصريحات حسينة عن انتشار الإرهاب في بنغلاديش في حال غيابها عن السلطة، فقد أشار محمد إلى أن هذه التصريحات هي جزء من تكتيك معتاد لها، بهدف تحذير الشعب من العواقب المترتبة على غيابها، في محاولة لتقوية موقفها السياسي.

احتجاجات على التصريحات الهندية

على الصعيد الدولي، عبرت بنغلاديش عن احتجاجها الشديد ضد الهند على تصريحات الشيخة حسينة التي أدلت بها من أراضيها، حيث اعتبرت الحكومة البنغلاديشية أن هذه التصريحات تضر بمشاعر الشعب البنغلاديشي وتزيد من حدة التوتر بين البلدين. كما أعرب مساعد السكرتير الصحفي أحمد والأمين العام محمد عن خيبة أملهم إزاء رفض الهند تسليم حسينة لمحاكمتها بتهم قتل خلال احتجاجات العام الماضي.

وفي هذا السياق، ندد محمد بموقف الهند، مشيرًا إلى أن بنغلاديش تسعى إلى الحفاظ على علاقات طيبة مع الهند، ولكن الأخيرة تسهل لحسينة اللجوء إلى أراضيها، مما يعرض استقرار بنغلاديش للخطر. كما انتقد أحمد الإعلام الهندي، الذي اعتبره ينشر دعاية كاذبة ضد بنغلاديش في محاولة لزعزعة التناغم الطائفي في البلاد.

إن الوضع في بنغلاديش يزداد تعقيداً، حيث تتصاعد الاحتجاجات وتتداخل المواقف السياسية الداخلية والخارجية، مما ينذر بمستقبل غير واضح للبلاد في ظل استمرار هذا التصعيد.