أمير حمزة
يعبتر النقل البري كأقدم وسيلة للسفر على وجه الأرض، ويتلوه النقل البحري، واستخدم الناس في الحديث النقل الجوي، ففي العصر الراهن يستخدم الناس العديد من وسائل السفر المتنوعة، بين البر والبحر والجو، ولكل وسيلة متميزاتها وإيجابياتها المختلفة.
والنقل البحري عبارة عن عملية نقل مجموعة من الأشياء أو الأشخاص عبر الخطوط المائية من منطقة إلى أخرى باستعمال وسائل النقل المائية المستخدمة على سطح الماء. ومن الملحوظ أن المسلمين كانوا سباق غايات في ركوب البحر، فقد استغلوه في التجارة وفي نشر الدين.
وعلى الرغم من توفر الطائرات والقطارات والباصات كوسيلة نقل سريعة للسفر بين الدول وكذا داخل الدولة، إلا أن الرحلة بالبواخو يحظي بشعبية بين الكثير من المسافرين، فكثير من الناس حُلمهم الرحلة بالباخرة، فيتمنى لو حالفه الحظ ليتمكن السفر بالباخرة ليتمتع برؤية التحضر والتوطر التكنولوجي! لأنها ترتحل مرورا بالمدن والقرى.
والباخرة تعد كوسيلة آمنة إلى حد للسفر، وعند وقوع الحادث توفر البواخر فرصة أكثر للنجاة من الحادث، كما أنها توفر وسائل أكثر شمولا للراحة والترفه.
فالرحلة على متن البواخر تحمل الكثير من المتع والفوائد، وكذا السفر بالباخرة يعد من أمتع وسائل السفر، التي تنفرد بميزات وفوائد، فأكثر الناس يفضلون السفر بالباخرة من أجل الاستمتاع بوقت السفر، وممارسة العديد من الأنشطة، مع أن عصرنا الحاضر يتسم بالسرعة في كل مجالات الحياة، وأن الرحلة بالباخرة لا تزال تستغرق وقتا طويلا بالمقارنة مع وسائل النقل الحديثة.
ومن أهم فوائد ومميزات السفر بالباخرة هو التأثير الإيجابي الذي ينعكس على الحالة الصحية والنفسية والشعور بالطمأنينة، كما أن تكاليف الرحلة أقل وأرخص بالباخرة.
ومن الجدير بالذكر أن صناعة البواخر والسفن تطورت عبر التاريخ، فقد أصبحت سرعة البواخر والسفن عالية، وكان الأوائلون يعتمدون على سفن شراعية، ثم تطورت، وأصبحت تعمل بالبترول والغاز، وفي العصر الراهن تشغل بعض الدول التقدمة سفنها بالقوة النووية.
وللبواخر عدة أنواع، خاصة للركاب، وبعضها مختصة لنقل البضائع، وبعضها للنفط والعصائر.
وهناك بعض البواخر تسمى بواخر سياحية، التي أكبر غرضها السياحة دون النقل، وتستخدم في رحلات سياحية، وأغلبها تكون فاخرة غالية الثمن، وأكثر شمولا لأسباب الترفه والراحة والاستجمام، صممت لتوفر الراحة والترفيه في آن معا.
السفن والبواخر الحديثة تتألف عادة من عدة طوابق والغرف صغيرة المساحة، تتنافس غرف بعضها أي غرفة في فندق فاخر، وتستوعب على آلاف شخص بين ركاب وطاقم، كما تحتضن المطاعم والمراكز الترفيهية، وبعض السفن تشتمل على فندق 5 نجوم، وكل ذلك نتيجة التقنيات المستعملة في بناء البواخر والسفن.
هذا، وإن متعة الرحلة البحرية والنهرية بالبواخر والسفن ربما تفسدها الإصابة بدوار البحر والنهر، وللتجنب عن هذه المصيبة يحسن حجز مقصورة في وسط الباخرة، وتناول الدواء، كما يحسن إبقاء النظر باتجاه الأفق، والقيام بالجولة حول الباخرة إثر الصعود إلى ظهر الباخرة.
وللتمتع بالرحلة البحرية يحسن اصطحاب أشياء لازمة في الحياة اليومية، مثل : حقيبة صغيرة تحتوي على المواد اللازمة للإسعافات الأولية، والمسكِّنات (دواء سكِّن الألم)، كما يحسن اصطحاب المياه والعصائر المفضلة للشرب، بخاصة في الطقس الحار، فإن السفر في الطقس الحار يتطلب الشرب الكثير، للحفاظ على رطوبة الجسم، وكذا يحسن اصطحاب الوجبات الخفيفة المفضلة، والمناديل المعطرة.
ويجدر بالذكر أنه على حسب ميول كل شخص يحدد وسيلة السفر المفضلة له، لكن السفر بالباخرة يحظي بشعبية بين الكثير من الناس بغض النظر عن طبقاتهم قديما وحديثا.
وأما في بنغلاديش وأمثالها من البلاد غير المتقدمة فالخطوط البحرية بالنقل البحري ليست متوفرة، وإنما يتوفر فيها الخطوط النهرية بالبواخر، وكذا الرحلة تكون للنقل لا للسياحة غالبا، ولكن الرحلة النهرية بالباخرة قد حظيت بشعبية بين الكثيرين، يفضلونها على وسائل النقل الأخرى، وذلك نظرا إلى قلة المشقة والعبأ، بالنسبة إلى النقل البحري، وهربا من زحمة المرور التي أصبحت مصيبة الشوارع وجزءا لا يتجزأ منها، بالإضافة إلى أن البواخر تعطي وسائل الراحة أكثر، والتكاليف فيها أقل!
فإن البواخر البنغلاديشية تحتوي على الغرف المكيفة، وكذا الكراسي في صالة مكيفة، إضافة إلى أنها تمنح فرصة كافية للنوم والرقود، وبعض البواخر مكيفة كلها، ويستخدمها الناس في الرحلة العائلية، وبمناسبة الأعياد والعطلات، حيث تشهد خطوط النقل على اختلاف أنواعها زحمة شديدة.
وإذا كانت التجربة خير دليل وأفضل برهان، فأنا أؤكد أن السفر مرة واحدة بالباخرة كفيل بوقوعك في شباك الرحلة بالبواخر، سواء كان للسفر أو للسياحة.