التعريب : توحيد حبيب
إن من صور الإسلام المشوهة في القرن الحادي والعشرين 'الإسلامَ المعاصر' المزعوم، وهو -لا ريبَ- أخطر بكثير من 'الدين الإلهي' للملك أكبر، فإن انحرافات الدين الإلهي قد عرفتها الأوساط المسلمة قاطبة، على أن الإسلام المعاصر لا يراه جلُّ المسلمين مشوها أيضا، بل يروّجونه ويشعرون براحة البال من خلال تعريفِ أنفسهم 'المسلمَ المعتدلَ الواسطيَّ'.
ومؤخرا في مؤتمرٍ أعرب وليُّ العهد لمملكة العربية السعودية محمدُّ بن سلمان عن اعتزامه على تحويل المملكة إلى مملكة الإسلام المعتدل، فلا بد لنا يا إخوانِ! من اطلاعِ ما هو الإسلام المعاصر حقيقةً؟
وهو - حسب بيان 'مؤسسة رَانْدْ الأمريكية' التي تحت إشاراتها تُحدَّد 'السياسة الخارجية الأمريكية' - هو عبارة عن إسلام ترجع ميزاته إلى أربعة أمور يلي بيانها :
١. يَدعم الديمقراطية ونظامها التي يشرعها الغرب.
٢. ويدعم القوانين البشرية التي هي غير ما شرع الله ورسوله لعباده.
٣. ويؤمن بحقوق أوساط النساء والأقليات الدينية (المروية).
٤. ويحارب الإرهاب والإرهابية الذي يعرّفه الغرب.
وقد باحت المؤسسة بهذه المميزات في تقاريرها ببسط وتفصيل، فمن يتضمنها من المسلمين فهو عندهم 'المسلم المعاصر المعتدل'، ومن دونه 'المسلم المتطرف الإرهابي'.
فالذي - حسب ما ذكر أعلاه - يؤمن بالخلافة الإسلامية دون الديمقراطية فهو متطرف، ومن يرد بناء الحياة على قوانين الشريعة الإسلامية متعديا على الأحكام البشرية يكن متشددا، والذي يُصر النساء على الحجاب والتبرقع، ويخالف التعليم المختلط وغير ذلك، ويؤيد الجزية الإسلامية فهو تطرفيّ، ومن يدافع عن وطنه في سبيل الإنقاذ، ويحمل السلاح انتقاما للمظلوم وإنصافا له فهو متطرف.
وغني عن البيان أن الإسلام المعاصر إسلام مشوه للغاية، وأجدر جدا أن يسمى بالإسلام الأمريكي أو الراندي.
وهناك لم تمض على إذن السعودية للسيدات بسياقة السيارة إلا أيام قلائل، والعجب كل العجب أنها بجنب ذلك سمحت لهن بالحضور في الحفلات الموسيقية مع الرجال، والآن فلا حاجة إلى توضيح اندفاع السعودية لأي نوع من الإسلام المعاصر.
وهنا علينا أن نتذكر تنبؤَ الرسول الكريم -عليه أفضل الصلوات والتسليمات- فحسب :
عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
"يوشك أن يأتي على الناس زمان لا يبقى من الإسلام إلا اسمه، ولا يبقى من القرآن إلا رسمه، مساجدهم عامرة وهي خراب من الهدى، علماؤهم شرُّ مَن تحت أديم السماء، مِن عندهم تخرج الفتنة وفيهم تعود". والحديث أخرجه البيهقي.
انتهت الترجمة من مقال فضيلة الشيخ راحت أحمد التشودهوري البنغالي
٦.١٠ مساءً
٣٠.مارس.٢٠١٩م
يوم السبت
توحيد حبيب
البريد الإلكتروني:
[email protected]