محمد معتصم بالله راحت
إن الإنسان إذا كان فظا غليظ القلب لانفض الناس من حوله لا يحبه أحد، صغير أو كبير، صديق أو زميل. فإن كان الفض الغليظ أعلى منه سنا ونصبا أو أشد منه بطشا وقوة، فيحترمه الناس مخافة شره، وقلبه مملوئة ببغضه. ويطيعه كرها وعجزا.
وأما إذا كان الإنسان رفيقا لينا، يتكلم وهو مبتسم، يقابل وهو بشاش، ينصح وهو كريم، يزجر وهو حكيم حليم فيحبه الناس كلهم جميعا.فالرفق واللين عادة كريمة وصفة حميدة.
إن الله تعالى يحب الرفق، روي في حديث مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الله رفيق يحب الرفق ويعطي على الرفق مالا يعطي على العنف، ومالا يعطه على ما سواه.
كان الرفق وحسن المعاملة من عادة النبي وخلقه صلى الله عليه وسلم. يشهده كلام ربنا " فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ ۖ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ۖ " وقال صلى الله عليه وسلم: ما كان الرفق في شيء إلا زانه. وما نزع من شيء إلا شانه. (رواه مسلم)
نحن الآن في مجتمع يعق الولد فيه أبويه ويقع الطلاق بين الزوجين وتجري المقاتلة بين الأخوين، ويعصي الطلاب أساتذتهم. فلو كانوا يعاملون بينهم بالرفق واللين، والود والمحبة، لتغير البيئة. فيطيع الولد والديه، والطلاب أساتذتهم، ويحترم الصغير كبيره، والزوج يسكن إلى صاحبته والأخ يطمئن من أخيه.
فما أعز ذلك المجتمع! وما أحلى ذلك البلد!
وما أحب تلك الأسرة!!!