عمل المرأة خارج البيت : جوانبه السلبية

من مجلة للنادي الأدبي العربييقوم بإصدارها أعضاء قسم اللغة العربية بجامعة إبراهيم، محمود نغر، سائن بورد ، ديمرا، داكا، بنغلاديش

بقلم منير الزمان جمالبوري-طالب قسم اللغة العربية بجامعة إبراهم

لقد كثر الحديث عن عمل المرأة، سلبياته وإيجابياته، لكن هناك حقائق أثبتها العلم لا يمكن إنكارها، منها أن لعمل المرأة تأثيرا على توازنها النفسي، فالمرأة التي تعمل خارج البيت تعاني من التوتر والقلق الناتج عن المسؤوليات المزدوجة، وتبين إحدى الإحصائيات أن مئات النساء يعانين من التوتر والقلق، ونسبة 76% من المهدئات تصرف للنساء العاملات.

وإن دعاة حرية المرأة يؤكدون ضرورة عمل المرأة تاكيدا بليغا. و يسعون لتنفيذ أراءهم و أفكارهم كالجراد المنتشر في كل بلدة من بلاد العالم خصوصا في بلاد المسلمين كأنه هذا من أهداف حياتهم المنشودة بل جعلوه جزء لا يتجزى من حياتهم. و يشجعون النساء على كسب الأموال و الثروات، و يقولون لهن قولا تهفو إليه قلوبهن كأنهم هم الناصحون بل هم مفسدون في الأرض و لكن لا يشعرون.

ويبينون لهن للكسب فوائد جمة و يوردون له فضائل غريزة. منها الحرية المطلقة و الشخصية المحترمة و نيل الكرامة الرافعة و المكانة المرجوة بين العباد و البلاد.

و يقولون : ما معنى وجودنا في الحياة إذ لا نقدر على أن نستوفي للنساء حقوقهن؟ لن تسعد حظوظ النساء بالحرية مازالت محبوسات داخل قعر البيوت! و لن يستلذذن بالحياة ما لم يخرجن من البيت المغلق و يكسبن الأموال كالرجال العاملين! و لا يستطعن أن يبلغن إلى ذروة التقدم ما لم يشهد العالم ظفيرهن.

و يقول دعاة حرية المرأة رافعين أصواتهم أن المرأة غير العاملة و غير الكاسبة إمرأة لا حرية لها ولا شخصية ،وليس لها قرار في الحياة و الاجتماعية. عيشها على كسب الغير فلهذا يحيط عيشهن لهن بالذلة و المهانة و الفاقة من جوانبها الأربعة. فيذقن مرارة الحياة. و تضيق عليهن الدنيا بما رحبت فيعشن في حالة أوضاع مأساوية. أين حرية المرأة واستقلالها؟

هل الحرية و الاستقلال في الأمور التي قالتها الحضارة الغربية خلال القرون من القيام بالعمل مع الرجال في المصانع و المعامل و المكاتب و المتاجر و المزارع حتى في الشوارع على حد سواء أو المكث في البيوت كالملكة لها شأن عظيم و منزلة سامية لا يمسها تعب الكسب و لا ذلة العيش. هناك سوال مهم يطل في الضمير. هل عمل المرأة خارج البيت نعمة أو نقمة؟

لو نظرنا في المجتمع بل في العالم بأسره لرأيناه قد امتلأ بأعمال شنيعة فاحشة من الزناء، و المجون و الإباحية و التحريش الجنسي و المعاكسة الجنسية فما حلها؟ وماالنجاة منها؟

هل الحل فيما فعل دعاة حرية المرأة بأن يخرجوها من السرادقات المناجي إلى الشوارع و المصانع؟ كلاّ، لا يمكن ذلك حتى يلج الجمل في سم الخياط و يرجع الدر في الضرع. بل النجاة و الحرية و التشرف في السبل التي بينها الله تعالى في فرقانه الحميد قال"و قرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى"(الأية 33 من سورة الأحزاب). و قال أحب الناس أجمعين أشرف الخلق محمد العربي صلوات الله و تسليماته عليه "المرأة راعية في بيت زوجها و مسئولة عن رعيتها"( متفق عليه) فما أحسن ما قاله! و ما أجمع ما خرج من فيه من الدرر الفرائد و اللآلئي الكريمة.

لست بقادر على أن أسوق الكلام بكل مواطن نقص الانحطاط الخلقي و الاختلال الاجتماعي الذي نشأ بحلول النساء فيما لايليق بشأنهن لكن لا أتقاعد عن إلقاء الضوء على بعض قبائحه و لا أضن بذكرما تتعرض المرأة لحياتها العملية خارج البيت. و هي كما تلي: التحرش الجنسي و النزاع بين الزوجين الذي يؤدي إلى الطلاق و الابتعاد عن الأحكام الشرعية و انتشار الفساد على وجه الكوكب الأرضي و ما إلى ذلك.

ومما لا يتطرق إليه أدنى شك في أن اتجاه النساء و ميولها إلى الأعمال خارج البيت لا يجلب لهن بالخير بل يثير البلبلة و الفتنة و الحرج و المرج في المجتمع، و يثير التحرش الجنسى فتعوم النساء في سيلان الفجور و الشرور و الرجس و الدنس فيصرن مستنقعات المتع و الملذات و يفقدن أغلى ثروات لهن ما زين الله بها النساء. و من الحقيقة المؤلمة أن الدنيا تندهش بنسبة الزناء و إباحته.

ومن المعلوم لديكم أن النساء في بنغلاديش تتعرض للتحرش الجنسي في كل سنة أكثر بكثير و يزداد عدده يوما فيوما . في سنة 2010عـ تعرضت للتحرش الجنسي 411 نساء. وفي سنة 2011 تعرضت 603 و في سنة 2015 تعرضت9 106 و في فرنسا تعرضت في كل سنة أكثر من 75% و في سريلنكا 61% و في الهند سنة 2016 تعرضت أكثر من عشرين ألفا و في أمريكا تعرضت 91%.

و الحقيقة المرة أن المرأة العاملة مصابة بالمعاكسة الجنسية و المضايقات على أيدي الشبان الهمجيين العيارين الذين يسمون أنفسهم بالمتعلم و المثقفة في جميع أنحاء العالم أكثرمن مرة . كم من نساء تتقدم قدما تِلوقدم تجاة ساحة العمل راغبة فيها بأنها تؤسس مستقبلها على أساس الهناءة لكن تتعرض بشكل مروع للتحرش الجنسي في المصانع والمكاتب بل في المحافل و المناير سواء فهبت تطلعاتها و توقعاتها أدراج الرياح فبعد لأي تيئس عن حياتها إياس الغريق.

و كذا إذا حلت النساء في ساحة العمل و يقمن بنصيبهن في الكدح فلا يجدن الفرصة لتربية الأولاد و لا يقدرن على ما يشبع به أزواجهن من الفرح و السرور فيبدء التنازع فيما بينهما و يقل الأواصر و الروابط بينهما فلم يتوقف عند هذا الحد بل يؤدي رويدا رويدا إلى التفريق بينهما. و بدون هذا أن بعض الوظائف النسائية تستوجب الاخطلاط مع الرؤساء في حلهم و ترحالهم هذا يمكن أن يتورطا بعلاقة غير شرعية من جهة و يثير الشكّاك في نفوس الأزواج من جهة أخرى التي تؤدي إلى وقوع الخلافات و النزاعات بين الزوجة العاملة و زوجها الغيور.

و من المعلوم لدينا أن معدل الطلاق في بلادنا الحبيبة في خمسة و عشرين دقيقة واحد واحد ويزداد يوما فيوما بمروع، لو كان الوضع على هذا المنوال في إحدى أفقر الدول للعالم،فما بال الأوضاع في الدول المتقدمة من الشرق والغرب.

و مغزى ما سبق أن حرية المرأة و حرمتها العالية في تربية الأولاد و عمل البيت و ليس كما قال دعاة حرية المرأة بأن حرية المرأة في العمل خارج البيوت. هذا مجرد كلمات عديدة تردها ألسنتهم تدل على جهالتهم الجهلاء و ضلالتهم العمياء.

وإن تنظر في شاشة التلفاز و تدير عينيك على صفحة الجريدة اليومية لترى النساء في أرجاء المعمورة خصوصا في بلاد الغربيين يعشن في أوضاع مأساوية محرومات عن الحقوق الإنسانية و لا يجدن رحيما على وجه الكوكب الأرضي و لا يهتدن سبيلا فيخترن الموت بإلقاء نفسها على الشوارع أو بالكهرباء هذه صورتها الأصلية لا مجال للإنكار. رغم ذلك كله أن دعاة الغربية يريدون حرية المرأة و استقلالها و يصبون أفكارهم المسمومة في رؤوس المسلمين.

أخيرا أختتم الرسالة قائلا بأن عمل المرأة خارج البيت أوسع خطرا وأشمل شررا و أعظم ضررا بحق ذات المرأة و بحق العباد و البلاد.

وإليك الآثار السلبية لعمل المرأة خارج البيت:

1-الآثار السلبية على الأبناء ( فقدان الحنان والرعاية وترك أمر تربيتهم لأناس آخرين وللحضانات وبالتالي فقدان القيم والسلوكيات والأخلاق و عدم الالتزام بأوامر وفرائض الإسلام وغير ذلك من المفاسد ) .
2-الآثار على نفس المرأة (الإجهاد خارج البيت وداخله) وعدم القدرة على التوفيق والموازنة بين عملها خارج البيت وأعمالها بداخله , وعملها خارج المنزل بالإضافة لأعمالها الضرورية بالمنزل والتزاماتها نحو زوجها وأولادها يمثل ظلما لها وتحميلها أكثر من طاقتها .
3-الآثار السلبية على الزوج (يمكث وحده بالبيت عند اختلاف مواعيد عمله مع مواعيد عمل زوجته – تسرب الظنون السيئة إلى نفسه بخصوص زوجته – تقصير الزوجة في حق الزوج– زيادة الخلافات نتيجة إهمال الزوجة لحقوق الزوج وما ينتج عنه من طلاق خاصة مع اختلاط الزوج أيضا بسيدات أخرى في عمله).
4-الآثار السلبية على المجتمع (بطالة – إهمال في العمل نظرا لانشغال المرأة العاملة بمتطلبات البيت وكذا لتغيبها عن العمل عند الوضع والإرضاع ورعاية الطفل وغير ذلك – انخفاض الإنتاجية
ومستوى الأداء).
5- الاختلاط بالرجال وما له من مفاسد.
6- ما تنفقه المرأة على اللبس والزينة وهي مجبولة على ذلك.
7- المرأة أقل إنتاجا من الرجل وأقل طموح حيث لها من العادة الشهرية والحمل والولادة والإرضاع ما يشغل تفكيرها .
8- مصادقة الرجال وزيارتها لهم في بيوتهم والإذن لهم في زيارتها بدون موافقة الزوج والخلوة بالأجانب بدون محرم.
9- خروج المرأة من المنزل وسفرها وقتما شاءت بدون إذن زوجها .
10- تغيير النساء خلق الله بالأصباغ والألوان في الوجه واليدين.
11- التبرج وعدم الالتزام بالزي الإسلامي الذي فرضه الله على كل مسلمة.
12- حضور الحفلات الخارجة عن آداب الإسلام مع الاختلاط والمفاسد .
13- الاستماع للموسيقى والغناء والأفلام والمسلسلات المليئة بالقيم التي لا تتفق مع مبادئ الإسلام.
14- مصافحة الرجال الأجانب.
15- عصيان الزوج, نظرا لما تقدمه الزوجة من مرتب شهري مماثل أو يزيد في بعض الأحيان عن مرتب الرجل, مما يجعلها تعتقد أنها مثله, وتسعى لإلغاء القوامة التي فرضها الله تعالى للرجل على المرأة.
16- عدم حفظ أسرار البيوت والتحدث في أدق التفاصيل مع الزميلات والزملاء مما يتيح الفرصة لشياطين الإنس في إفساد الحياة الزوجية.
17- الخيانات الزوجية وجرائم قتل الأزواج , نظرا لمقارنة السيدة بين زوجها وزملائها في العمل, وكذا مقارنة الزوج بين زوجته وزميلاته في العمل, ونجاح الشيطان عليه لعنة الله في جعل هذه المقارنات دائما في غير صالح الزوج أو الزوجة.
18- ارتكاب جرائم الزنا والاعتداء على الأعراض بالنظر والسمع واللمس والكلمات وغير ذلك ( وزنا العين النظر – زنا الأذن السمع – زنا اليد اللمس والسلام).
19 – التشبه بالرجال في الملبس مثل ( لبس البنطلون ) .
20- لجوء الأسرة إلى تحديد النسل وتقليل عدد الأبناء على عكس ما تدعو إليه كافة الآيات القرآنية وكافة أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم التي تناولت تنظيم هذا الموضوع .

اترك تعليقاً