بقلم : نور محمد، طالب قسم اللغة العربية بجامعة إبراهيم سابقا
قبل أيام كنت غدوت إلى جامعة إبراهيم الواقعة في سائن بورد بالعاصمة دكا، التي اتخذتها مشربي ومنهلي في العلم والفكر، وصرت أنهل منها وأبل صدائي من خلال زيارة أساتذتي الأفذاذ البررة، العباقرة في الإسلام، متضلعين من شتى العلوم وبخاصة أستاذي الشيخ المفتي أمير حمزه أدام الله بقاءه فينا.
وكثير من الطلبة يشتاقون أن يتشرفوا بزيارة الشيخ، ويرتاعوا بنصائح قيمة، وإرشاداته الغالية، ويتمنوا أن يتمكنوا من أن تبهج عيونهم بأغرب موهبته وأحسن أدبه وأفضل عمله وأن يلفت نظره إلى أنفسهم، لأنه متصف بجسارة القلب، ورجاحة العقل، وإصابة الرأي وبمكارم الأخلاق أيضا، كما أنه رحيم عطوف، مشارك في مشاعر الطلبة وأحاسيسهم.
وأنا قطعت سنة كاملة بصحابته بغية تحصيل علم الأدب، وعلمت الفقه منه وبخاصة حسن السيرة والأخلاق الحسنة ومع ذلك في الجهد في أداء التكليفات من الواجبات، فرزقه الله عز وجل قبولا حسنا في أقرب وقت، بين الطلاب الباذلين جهد المستطيع، وقصارى جهودهم في سبيل تحصيل العلم وفي سبيل التضحية لنصرة الدين والمسلمين.
هو صانع الرجال، فيصنع التلاميذ رجالا ونوابغ بالتوفير لهم العلوم والدروس والتوجيهات الكاملة ما تتكفل لهم تطور حياتهم.
عندما وصلت إلى رحاب الجامعة شعرت أن الجامعة قد تعطلت في هذه الأيام، وأن جل الأساتذة قد ذهبو إلى بيوتهم ومنازلهم، فأسفت أسفا شديدا، ولمت نفسي وعتبتها أشد العتاب لعدم الاتصال بالجوال!
فبعد برهة من الزمن سألت أحدا من التلاميذ أن الشيخ أمير حمزة في الجامعة أم لا؟ أجاب : نعم! أن الأستاذ في الجامعة، ودلني على غرفته في هذه الأيام.
فرحت فرحا كثيرا بعد أن سمعت أن الأستاذ في الجامعة، فتقدمت صبو غرفته وسلمت عليه سلام المستأذن، فرد علي السلام بهدوء مع الحب والود.
دخلت الغرفة وصافحته فصافحني وابتهجت أسارير وجهه، وأخبرته عما في ضميري وأعلمته ما في فؤادي قبل أن يستفسره، مكثت عنده تمام ساعة أو أقل، فما أسعد لحظة! وما أفخر برهة!
وجدت أستاذي مشغولا بخدمة صحيفة عربية في الشبكة، وقد أبدع قبل أيام صحيفة عربية في الشبكة "إسلامي ميديا" وهي أبرز صحيفة عربية إلكترونية في بنغلاديش.
قال لي: كم من ناس يكتبون المقالات في صحيفتنا وأنتم لا تكتبون؟ وقال كم من فرق باطلة قد تتقدم يوميا في مجال نشر الصحف والمجلات على الإنترنت، ينشرون عقائدهم الفاسدة فيها، وأين نحن؟ على كل أهل المدارس أن يعتنوا بها!
عندما استأذنت للوداع أفطرنا اتباعا لسنة نبيه –عليه الصلاة وأزكى التسليم-، وفي الوداع صافحته مرة أخرى، فدعا لي دعاء الوداع وودعني أحسن الوداع، بعيد الساعة رجعت إلى مدرستي التي أعمل فيها مدرسا "دار العلوم باغ الجنة" والتي تقع في جاشارا من محافظة نرائن غنج. وشكرت الله شكرا كثيرا بأن وفقني لرحلة علمية ميمونة.