شهدت بنغلاديش احتجاجا طلابيا عفويا مبتدءا من أواخر الشهر الماضي (يوليو) مستمرا إلى 8 أيام، مطالبا بزيادة معايير السلامة في طرق بنغلاديش وبتحسين إجراءات سلامة الطرق، الذي اندلع إثر حادثة مرور أعْقبت مقتل طالبين دهْسا في العاصمة داكا.
وقد تحول الاحتجاج إلى احتجاج ضخم، أدى إلى إصابة حركة المرور بالشلل في داكا المزدحمة، وبعض المحافظة الكبيرة، وطالب المحتجون بشن حملة ضد السيارات التي تسير الكثير منها بدون رخصة صلاحية، ومن الشائع في بنغلاديش أن يقود المواطنون السيارة بغير رخصة قيادة صالحة، والسيارة كثيرا ما تتسابق في الشوارع بشكل مروع.
وأوقف المتظاهرون السيارة لفحص رخصة السائق وتسجيل سيارتهم، وقد اكتشف أثناء فحصهم : أن عددا من رجال الشرطة ومسؤولي الحكومة لا يحملون الأوراق الرسمية لقيادة السيارة. إلا أن الحركة تحولت نهاية إلى أعمال عنف تخللها اشتباكات مع قوات الأمن، ومن جانبهم شن السائقون ونشطاء الحزب الحكومي حملة عنيفة ضد الطلاب المحتجين.
ومن الملحوظ أن بنغلاديش تشهد أعلى معدلات حوادث الطرق عالميا، فطبقا للشرطة، فإن حوالي 3000 شخص يلقون حتفهم سنويا في حادثة المرور، ووفقا لمصدر آخر موثوق أن عدده يصل إلى 5000 وربما إلى 7000.
وإن هذا الحادث الذي أثار المحتجين الواحد من نوعه المآت، التي يقرأها القراء كل يوم في الصحف اليومية من أن : "15 قتيلا و25 جريحا في حادث مرور مروع"، -أو- "لقي 3 أشخاص مصرعهم كما أصيب 7 آخرون بجروح متفاوتة الخطورة في حادث مرور إثر اصطدام شاحنة بحافلة مساء أمس"، -أو- "حادثة مرور تخلف ضحايا ومصبين"- وأمثالها التي أصبحت جزءا لا ينفك من أخبار بنغلاديش.
فما حل هذه الأزمة المنخنقة؟
هل الحل في الذي فعله الطلاب من القيام بالاحتجاج الذي قد تحول من حركة أمنية إلى أعمال عنف؟ ثم في إعلان الحكومة : من أن مطالبكم ستنفذ، وسيتم اقتراح قانون في الدورة المقبلة للبرلمان"، لاطمئنان الطلاب وتسويفهم؟ مع التهديد في الأيام الأخيرة من الاحتجاج مع بدأ القمع باتخاذ إجراءات أكثر صرامة إذا استمرت الاحتجاجات في تعطيل حركة المرور، تهديد لحقه القمع والاضطهاد من الحكومة والهجومات من "الجناح الطلابي لعواميليغ (ساتروليغ)" على المحتجين، التي وصفت بربرية وهمجية، قتل خلالها عدد بالإضافة إلى إصابة كثيرين؟
فهل الحل في الذي فعله الطلاب وبعدهم الحكومة؟
أو الحل في تهمة المعارضة في كل حادثة أو حركة بأن المعارضة تحاول استغلال احتجاج الطلاب وغيرهم، أو تحاول لإنشاء وضع اضطرابي لفشل الانتخاب القادم الذي تزامن اقترابه مع احتجاج الطلاب؟؟
هل الحل في هذه كلها أو في غيرها؟
إنني لا أرى الحل في هذه كما لا ترون! كما أنني لا أؤيد إلحاق بعض المتظاهرين الضرر بالتملكات العامة، مع أنني أقول بكل صراحة : إنه لا شيء يبرر الهجمات الوحشية واستخدام العنف ضد الطلاب المحتجين وضد المحتجين الآخرين!
ولكن بقي السؤال : فيمَ الحل؟ وكيف التخلص من هذه الحوادث المفجعة؟ ولعل حركة الطلاب قدم لنا شيئا في هذا المجال!!
تحريرا في 20: 8 ليلة السبت
6 من ذي الحجة/ 17 من أغسطس
جامعة إبراهيم داكا.