بقلم : أبو صفوان
يستقبل اللاجئون الروهينجا الفارون من عنف الجيش والمتطرفين البوذيين إلى مخيمات ببنغلاديش، صباح الغد عيد الأضحى المبارك، بحزن واشتياق لبلادهم.
ويؤدي مسلمو الروهنغيا المقيمون في مخيمات بمدينة "كوكس بازار" البنغالية صباح الغد الأثنين، صلاة عيد الأضحى المبارك في مساجد المخيمات والمصلاها.
وهناك سؤال، هل يرسم عيد الأضحى البسمة على وجوه أطفال اللاجئين الروهنغيا؟ بعدما ألفت عدسات الكاميرات دموعهم وصرخاتهم ؟؟ وهل يحمل العيد رسالة سارة لهم؟؟
وقبل الاطلاع على الجواب..
لا غريب أن تتوالى الأعياد على لاجئي الروهنغيا دون أي حلول جذرية لانتشالهم من مزرية الحال ووضع جدولة لإرجاعهم إلى بلدهم "أركان" التي أعلنت الحكومة قبل سنة، وهو الأمر الذي يطلبه النازحون.
ولكن الغرابة تكمن بوصول النازحين درجة اليقين بعدم الرجوع لديارهم، وما عليهم سوى التأقلم مع الوضع.
ومما يزيد الطين بلة أن هذا العيد -والذي يحمل رقم 8 في رحلة النزوح هو الأسوأ من سابقيه على قاطني الخيام في كوكس بازار، بحسب ما صرح به مسؤولون الروهنغيا.
قال "كنا نظن أن الأمور ستؤول إلى الأفضل بمرور الأيام لكنها سارت عكس ما كنا نتمناه، وأصبحنا اليوم على يقين أن العودة مؤجلة إلى إشعار غير معلوم الأجل".
يقول بعض النازحين "كنا نصارع الحياة بالمؤن التي تصلنا من المنظمات المحلية والدولية وإن قلت كميتها، أما اليوم فلم يبق سوى إدارة المخيم التي تقدم عن طريق منظمة البارزاني التابعة للإقليم المساعدات شهريا لسكان المخيمات".
وأضاف بعضهم "إن أجواء العيد اختفت كليا عن المخيمات وأصبحنا نتمنى أن تكون أيام الأعياد كسائر الأيام إلا أنها أصبحت أثقل بكثير مع حسرات الأطفال لعدم حصولهم على ملابس جديدة أو ذهابهم لأماكن ترفيهية ولغياب الأضاحي.. هذا العيد هو الأصعب علينا".
أمام المعاناة التي لا تخفى على أي مطلع لمشهد الخيام وقاطنيها، لا يمكن للعالم الدفاع عن نفسه لتبرير تقصيره. ولهذا يقولون "إن التقصير تقف خلفه خفايا تعود لمنافع سياسية لجهات دوليه، في حين لا ترغب ميانمار بعودة النازحين"
هذه التصريحات تؤكد آراء النازحين بكون عيد الأضحى هذا العام هو الأسوأ بين الأعياد، وأن الآونة الأخيرة هي الأشد صعوبة من سالفاتها بعد غياب المنظمات الإنسانية وفشل سعي العودة السلمى للروهنغيا إلى أوطانهم.
ومع هذه كلها نرجو أن ينجح عيد الأضحى في رسم البسمة على وجوه أطفال اللاجئين الروهنغيا، ويب في حياة الروهنغيا نفحة السرور والفرح بعدما ألفت عدسات الكاميرات دموعهم وصرخاتهم.
ويواجه الأطفال في مخيمات "كوكس بازار" مستقبلًا قاتمًا، في ظل انعدام غالبية الخدمات الأساسية والتعليمية، فضلا عن جهلهم موعد عودتهم لبلادهم.
ومنذ أغسطس / آب 2017، أسفرت جرائم تستهدف الأقلية المسلمة في أراكان (راخين)، من قبل الجيش الميانماري ومليشيات بوذية متطرفة، عن مقتل آلاف الروهنغيا، حسب مصادر محلية ودولية متطابقة، فضلًا عن لجوء نحو 826 ألفًا إلى بنغلاديش، وفق الأمم المتحدة.
وتعتبر حكومة ميانمار المسلمين الروهنغيا "مهاجرين غير نظاميين" من بنغلاديش، فيما تصنفهم الأمم المتحدة "الأقلية الأكثر اضطهادًا في العالم".