أثناء محاولات جديدة اتفقت بنغلاديش وميانمار على بدء إعادة مئات الآلاف من الروهنغيا المسلمين إلى وطنهم أركان من الأسبوع المقبل بعد فشل الجهود مرة واحدة قبل عام.
غادر ميانمار أكثر من ٨٠٠ ألف شخص من أقلية مسلمي الروهينغا، منذ ٢٥ أغسطس (آب) عام ٢٠١٧ نزحوا إلى بنغلاديش، عندما شن الجيش والميليشيات البوذية عمليات مسلحة ضدهم، وصفت من قبل المنظمات الإنسانية والحقوقية بأنها نموذج للتطهير العرقي.
وبسبب الضغوط الدولية دخلت حكومة ميانمار في مفاوضات مع حكومة بنغلاديش، التي لجأ إليها الروهنغيا، من أجل إعادتهم إلى قراهم الأصلية.
وقال المتحدث باسم وزارة خارجية ميانمار منت ثو للتليفون: "لقد وافقنا على إعادة ٣ آلاف و٥٤٩ شخصا إلى وطنهم" لأول مرة، وسيعودون في ٢٢ أغسطس.
وقال مسؤولون من دولتين لرويترز إن ميانمار وافقت على إعادة ٣٥٤٠ من قائمة الروهينجا التي يبلغ عددها ٢٢٠٠٠ والتي أرسلتها بنغلاديش لمينمار.
وبشرط عدم الكشف عن هويته ، قال مسؤول رفيع المستوى في بنغلاديش : إن المحاولة الجديدة لإعادة الروهنغيا إلى الوطن هي جزء من خطة "صغيرة النطاق" للعودة إلى الوطن، وأضاف أن بنغلاديش لا تريد سوى العودة الآمنة والطوعية والكريمة والمستدامة للروهنغيا ولن يتم إجبار أحد على العودة إلى ميانمار
.ومن جانبه قال محمد إلياس عضو في جمعية أراكان الروهنغيا للسلام وحقوق الإنسان : إن عملية إعادة الروهنغيا لم تتم بع المناقشة مع أي طرف من الروهنغيا، مضيفا يجب على ميانمار الاعتراف بالمطالب الأساسية لروهنغيا قبل بدء الإعادة
.وفي وقت سابق أثناء المناقشات بخصوص إعادة الروهنغيا قال السفير الأميركي لدى ميانمار، سكوت مارسيل، أمس الثلاثاء، إنه يتفهم نية الحكومة لإعادة توطين اللاجئين في قراهم الأصلية، إلا أن العائدين من أفراد الروهينغا «يجب أن يكونوا قادرين على معرفة بما سيتعرضون له» قبل عودتهم
.وعند ذلك طالب السفير بأن تتسم العملية بالشفافية، وأن تتمكن وسائل الإعلام من الوصول إلى ولاية راخين، إلى جانب إجراء مشاورات مع اللاجئين قبل إعادتهم.وكان أكد أنه من المهم أيضا معالجة مشكلات التمييز ضد الروهينغا، مثل حصولهم على الرعاية الصحية والتعليم وحرية التنقل والمواطنة
. وقال في حديثه لوكالة الأنباء الألمانية إن «إحراز تقدم في مثل هذه القضايا الأساسية سيجعل العودة أكثر جاذبية بالنسبة للاجئين».وكانت أكدت الأمم المتحدة أن جميع عمليات إعادة اللاجئين يجب أن تتم طواعية، وأن اللاجئين يجب إعادتهم إلى موطنهم
.وفي ذلك الوقت قال روشان علي، وهو رجل دين من الروهينغا فقد كثيرا من أقاربه في العملية العسكرية ويقيم حاليا في مخيم بلوخالي للاجئين في جنوب بنغلاديش إنه «لا أحد يريد العودة»
.وقال لوكالة الصحافة الفرنسية: «لا مجال للعودة إطلاقا. سيقتلوننا إذا عدنا». وشددت وكالات الإغاثة على ضرورة العودة الآمنة والطوعية، في حال تحققت هذه الخطوة
. ووقتئذ قال المتحدث باسم المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، إن «المفوضية تعتقد أن أي عمليات إعادة يجب أن تقوم على قرارات مستنيرة وطوعية، من جانب اللاجئين أنفسهم. وستتحدد وتيرة العودة عندما يشعر اللاجئون أن الوقت والظروف مناسبان».