واشنطن تصعد تحذيراتها للناقلة الإيرانية وتربك موانئ المتوسط

ترقب واسع لمصير ناقلة النفط الإيرانية العملاقة التي عرفت سابقا باسم "غريس1" وتم تغيير اسمها إلى "أدريان داريا 1" عقب سماح سلطات حكومة جبل طارق بإبحار الناقلة بعدما تلقت تعهدا إيرانيا بعدم توجه الناقلة إلى سوريا.

وتعكس تطورات أزمة الناقلة الإيرانية تنازعا قانونيا بين دول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، إذ تفرض بروكسل عقوبات واسعة على النظام السوري، في حين توسعت واشنطن في فرض عقوبات على طهران عقب انسحابها قبل عام من الاتفاق النووي مع طهران.

ويؤيد الاتحاد الأوروبي الاتفاق النووي الذي وقع مع إيران عام 2015 قبل أن تنسحب منه إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب العام الماضي، وتفرض عقوبات تستهدف الوصول بالصادرات النفطية الإيرانية إلى الصفر.

وقد أبلغت واشنطن الحكومة اليونانية، وكل موانئ البحر المتوسط، مقدما، من عواقب تقديم أي تسهيلات لناقلة النفط الإيرانية. وقال مسؤول بالخارجية للصحفيين "الولايات المتحدة تقدمت بشكوى مدنية ضد الناقلة وأن الخارجية أصدرت بيانا واضحا في 15 من الشهر الجاري أعلنت فيه أن الناقلة كانت تساعد الحرس الثوري الإيراني من خلال نقل النفط من إيران إلى سوريا".

وكان سلطات جبل طارق قد تجاهلت حكما أصدرته محكمة فيدرالية أميركية بضرورة احتجاز الناقلة ومنعها من الإبحار لمخالفتها العقوبات الأميركية المفروضة على طهران، وأكدت تلك السلطات أنها تلتزم بقوانين الاتحاد الأوروبي وليس بالقوانين الأميركية وسمحت للناقلة بالإبحار.

وعلى عكس الولايات المتحدة، لم تصنف دول الاتحاد الأوروبي الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية ولم تفرض عليه عقوبات كما فعلت واشنطن.

بومبيو يتوعداستغل وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو جلسة -عقدها أمس الثلاثاء مجلس الأمن الدولي لبحث قضايا الشرق الأوسط- ليعيد تأكيد سياسة بلاده بالضغط الشديد على إيران، والعمل على منعها من تصدير النفط.

كما دعا بومبيو دول العالم للانضمام لمبادرة حماية حرية الملاحة بالخليج والتي تستهدف إيران. وتحدث للصحفيين قبل بدء نقاش مجلس الأمن وأكد عزم بلاده تتبع ورصد الناقلة محذرا "أوضحنا أن أي أحد يلمسها، أي أحد يدعمها، أي أحد يسمح لسفينة بالرسو يواجه خطر التعرض لعقوبات" من الولايات المتحدة.

أيضا، وجه مسؤول بالخارجية تهديدا للحكومة اليونانية بشأن الناقلة وقال إنه سينظر "إلى أي جهود لمساعدة الناقلة الإيرانية على أنها دعم لمنظمة تدرجها الولايات المتحدة على قائمة المنظمات الإرهابية" في إشارة لقوات الحرس الثوري الإيراني.

وفي الوقت الذي تشير فيه تقارير متنوعة إلى احتمال وصول ناقلة النفط الإيرانية "أدريان داريا 1" إلى ميناء كالاماتا اليوناني بحلول يوم 25 من الشهر الجاري، لا يعرف أحد وجهة الناقلة النهاية خاصة مع نفي مسؤولين يونانيين هذه الأنباء.

وتحدث مسؤول قانوني بالخارجية محذرا من أن "أي جهود لتلك الناقلة من الممكن اعتبارها إمدادا بالدعم المادي لجهات تصنفها الولايات المتحدة منظمات إرهابية أجنبية، مما ينطوي على عواقب محتملة تتعلق بقوانين الهجرة والجنايات الأميركية".

ووفقا للخارجية، يتم اعتبار أي محاولة تموين أو دعم للناقلة بمثابة دعم منظمة إرهابية أجنبية، مما يمثل جريمة حسب القانون الأميركي، قد تعرض مرتكبيها لأحكام وغرامات صارمة، منها السجن حتى عشرين عاما أو مدى الحياة، إذا ما أسفر مثل هذا النوع من الدعم عن وفاة شخص ما.

وأشارت الخارجية كذلك إلى أن "الأفراد الذين يعملون على ظهر السفن المعاونة للناقلة الإيرانية قد يصبحون غير مؤهلين للحصول على تأشيرات دخول للولايات المتحدة وفقا لقوانين الهجرة والجنسية، وأن الولايات المتحدة قد تلغي التأشيرات الممنوحة مسبقا لأفراد لك الطواقم".

المصدر : الجزيرة

اترك تعليقاً