واشنطن تتهم طهران في هجوم أرامكو

حديث عن إطلاق الصواريخ من إيران أو العراق

نقلت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية عن مسؤولين في الخليج قولهم إن الخبراء يدرسون احتمال استخدام المهاجمين على منشآت النفط السعودية صواريخ كروز أطلقت من العراق أو إيران، من دون استبعاد فرضية الطائرات المسيرة.


ووصفت الصحيفة الهجوم على منشآت النفط السعودية بأنه قد يمثل نكسة أخرى للمحاولات الأميركية فتح محادثات مباشرة مع الحوثيين، وكشفت أن زعماء الحوثيين رفضوا مساعي أميركية لبدء محادثات في وقت سابق من هذا الشهر، بعد مقتل العشرات في غارات للتحالف على مركز اعتقال في اليمن.

من جهته، قال البيت الأبيض إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب تحدث مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لتقديم الدعم للرياض في الدفاع عن نفسها.

وأضاف أن واشنطن تندد بقوة بالهجوم على البنية التحتية لقطاع الطاقة في السعودية.

من جانبها، قالت وكالة الأنباء السعودية إن ترامب أشار في الاتصال الهاتفي إلى التأثير السلبي للهجمات على الاقتصاد الأميركي والعالمي، في حين أكد ولي العهد السعودي قدرة المملكة على مواجهة ما وصفه بالعدوان الإرهابي.

وكان وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو قال إنه لا دليل على أن الهجمات التي استهدفت السعودية اليوم قد انطلقت من اليمن، مضيفا أن طهران تقف وراء نحو مئة اعتداء على السعودية، وأن الولايات المتحدة ستعمل مع حلفائها على إخضاعها للمساءلة عن عدوانها.

وسبق أن أشارت الصحيفة ووكالة بلومبيرغ إلى أن السعودية أوقفت نحو نصف إنتاجها من النفط بعد الهجمات، وأضافت الوكالة أن شركة أرامكو تتوقع استئناف معظم إنتاج النفط خلال أيام.

وجاء ذلك بعد أن صرّحت ثلاثة مصادر مطلعة لوكالة رويترز بأن إنتاج النفط السعودي وصادرات المملكة منه تعطلت بعد هجمات بالطائرات المسيرة على منشأتين لشركة أرامكو، إحداهما أكبر معمل لتكرير النفط في العالم.

وذكر أحد المصادر أن الهجمات ستؤثر على إنتاج خمسة ملايين برميل من النفط يوميا، أي قرابة نصف الإنتاج الحالي للمملكة.

من جانبه، قال وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان آل سعود إن الهجمات على معملي بقيق وخريص أسفرت عن توقف مؤقت في عمليات الإنتاج.

ونقلت وكالة الأنباء السعودية عن الوزير في تغريدة على تويتر قوله إنه سيجري تعويض الانخفاض للعملاء من المخزونات النفطية السعودية.

ويوجد في محافظة بقيق -الواقعة على بعد 150 كيلومترا شرق العاصمة الرياض- أكبر معمل لتكرير النفط في العالم، ويوجد في منطقة خريص -على بعد 190 كيلومترا إلى الجنوب الغربي من الظهران- ثاني أكبر حقل نفطي في العالم.

تنديد بالهجوم

ونددت دول ومنظمات عربية وغربية باستهداف الحوثيين منشأتي أرامكو، إذ أعرب مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث عن قلقه البالغ إزاء القصف الحوثي واصفا إياه بالتصعيد العسكري.

وأدانت الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي الهجوم، كما نددت به أيضا كل من مصر وفلسطين والأردن والكويت والبحرين والإمارات، مؤكدة على خطورة مثل هذه الهجمات على استقرار وأمن السعودية والمنطقة كلها.

أكبر عملية

وكانت وزارة الداخلية السعودية أعلنت استهداف معملين تابعين لشركة أرامكو بمحافظة بقيق وهجرة خريص شرقي البلاد بطائرات مسيرة، في حين كشف الحوثيون في بيان لهم عن مسؤوليتهم عما وصفوها بـ"أكبر عملية في العمق السعودي للطيران المسير".

وتبنى الحوثيون على لسان المتحدث العسكري باسمهم العميد يحيى سريع الهجوم الذي وقع في وقت مبكر من فجر أمس على منشأتي أرامكو، وقال إن الهجوم نفذ بواسطة عشر طائرات مسيرة، وإن الاستهداف كان مباشرا ودقيقا، وجاء بعد عملية استخباراتية دقيقة ورصد مسبق وتعاون ممن وصفهم بالشرفاء.

وقالت الداخلية السعودية -في بيان أوردته قناة الإخبارية السعودية- إن فرق الأمن الصناعي في أرامكو تمكنت من السيطرة على حريقين اندلعا بالمعملين التابعين للشركة إثر استهدافهما بطائرات دون طيار، وقد باشرت الجهات المختصة التحقيق في الاستهداف.

وقد سمى الحوثيون هجوم اليوم على منشأتي أرامكو بـ"عملية توازن الرعب الثانية"، وأضافوا أن بنك أهدافهم في السعودية يتسع يوما بعد يوم وأن لا حل أمام الرياض إلا وقف "العدوان والحصار".

المصدر : الجزيرة + وكالات,بلومبيرغ,وول ستريت جورنال

اترك تعليقاً