قال سردار مسعود خان، رئيس "آزاد كشمير"، إن تركيا هي الدولة الوحيدة التي تتفهم قضية كشمير بكل جوانبها، وأنه ينبغي للمجتمع الدولي الضغط على الحكومة الهندية لإنهاء الاحتلال في جامو كشمير، ورفع الوضع غير الإنساني في الإقليم.
جاء ذلك في لقاء مسعود خان، رئيس الجزء الواقع داخل الحدود الباكستانية من منطقة جامو كشمير التاريخية، مع مجموعة صحفيين أتراك زاروا باكستان، أجاب خلاله عن عدة أسئلة بخصوص المستجدات الأخيرة.
** علاقات متجذرة
ولفت مسعود خان، إلى الماضي العريق للعلاقات بين تركيا وباكستان، مشيرا أن المشاعر التي يكنها البلدان لبعضهما ليست على مستوى القادة فقط، بل على مستوى الشعبين أيضا.
وأكد أن شعب آزاد كشمير، لم ينس المساعدات التركية إبان الزلزال الذي ضرب المنطقة عام 2015.
وأشار أن مدينة مظفر أباد، أصبحت تُعرف باسم "المدينة التركية"، بسبب إسهامات أنقرة في إعادة إعمارها.
ولفت مسعود خان، أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، زعيم محبوب جدا من قبل شعب باكستان، وآزاد كشمير.
وأوضح أنه عقد عدة لقاءات خلال زيارته الأخيرة لتركيا في أبريل/ نيسان الماضي، وأنه لاحظ عبر تلك اللقاءات، أن تركيا الدولة الوحيدة التي تفهم موضوع كشمير بكل جوانبه وأبعاده.
وتابع "أثناء زيارتي، رأيت أن الشعب التركي والمجتمع المدني والمؤسسات الإعلامية والفكرية جميعها تدعم حق شعب جامو كشمير في تقرير مصيره، وتؤيد وجهة النظر الباكستانية بخصوص الموضوع".
ولفت أن الرئيس أردوغان، زار باكستان عام 2017، وأكد خلال زيارته أن شعب كشمير هو من سيقرر مصير جامو كشمير.
وأشار أن أردوغان حظي بحب الشعب الباكستاني، بسبب موقفه من حل القضية بالطرق الدبلوماسية، شاكرا تركيا لرؤيتها البعد الإنساني للقضية.
وقال إن تركيا تفتخر بهويتها أمام الدول الغربية، ولدى شعبها ثقة كبيرة بنفسه تمكنه من تقرير مصيره ومستقبله.
وذكر أن الشعب التركي يهتم بالمسلمين في كل أرجاء العالم، معربا عن شعوره بمدى قربه منه عند كل زيارة يجريها لتركيا.
** سيناريو إسرائيل في فلسطين يتكرر في جامو كشمير
وتطرق مسعود خان إلى مستجدات الوضع في جامو كشمير، مشيرا إلى استمرار المداهمات الليلية، وتهديد النساء والمسنين، واحتجاز الشباب وتعذيبهم من قبل السلطات الهندية.
وأفاد أن الهند تنتهك القانون الدولي، وترتكب إبادة جماعية وجرائم حرب في المنطقة، مؤكدا ضرورة ضغط المجتمع الدولي على نيودلهي لإنهاء هذا الوضع غير الإنساني.
وأضاف أن حوالي 700 ألف جندي هندي كانوا يتواجدون بالمنطقة حتى 5 أغسطس/ آب الماضي، إلا أن الهند أرسلت 170 ألف جندي إضافي، منتهكة بذلك القانون الدولي.
ولفت أن نحو 900 ألف جندي هندي يتواجدون الآن في إقليم كشمير المحتل، مشيرا أن الرقم يفوق تعداد جيوش كثير من دول العالم.
وقال مسعود خان، إن الهند لم تكتفِ باحتلال المنطقة فقط، بل تقوم أيضا بترويع من يعيشون فيها وقمعهم.
وأضاف أن المنطقة الآن تعاني تحت وطأة احتلال استعماري، وأن الهند وكأنها قسمت المنطقة إلى قسمين على غير رغبة شعب كشمير، وأنها أعلنت أنها ستوطن الهنود في المنطقة.
وأوضح أن نيودلهي ستنشئ مراكز استيطانية غير قانونية، وستغير التركيبة السكانية بالمنطقة، تماما كما يحدث في الضفة الغربية وغزة بفلسطين.
وتابع: "يبدو أن الهند تنفذ هنا نسخة من السياسات الإسرائيلية، وبالطبع يجب التشديد على أعمال العنف التي تمارسها ضد الشعب، فهم يجعلون من يريدون من الكشميريين غريبا في أرضه، كما يجبرون من يريدون على الهجرة من المنطقة".
** قضية كشمير في الإعلام الدولي
واعتبر مسعود خان، أن الإعلام الدولي أصبح مؤخرا يدعم باكستان في موضوع كشمير، وأن الإعلام التركي على وجه الخصوص قدم إسهامات كبيرة في الموضوع.
وشدد على أن الإعلام الدولي يدرك أن الهند قدمت له معلومات مغلوطة بخصوص قضية كشمير.
وأكد ضرورة حل مشكلة جامو كشمير، في إطار مقترحات مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة.
وأشار أنه تم عقد اجتماع غير رسمي في الأمم المتحدة بخصوص كشمير بدعوة من باكستان، إلا أن مجلس الأمن واصل صمته إزاء الموضوع عقب الاجتماع.
ولفت رئيس آزاد كشمير، أنه كان آخر سفير لباكستان لدى الأمم المتحدة.
وانتقد مسعود خان، الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، بسبب "تصريحاته المائعة التي لا تفيد شيئا بخصوص قضية كشمير"، مشددا على ضرورة أن تتولى الأمم المتحدة دورا أكبر في حل الأزمة.
** الجيش الباكستاني سيحمي كشمير
وأكد مسعود خان، أن شعب كشمير لا يرغب في العيش تحت إدارة الهند، وأن حكومة الأخيرة تمارس الإرهاب ضد المجتمع، وتنتهك حقوق الإنسان.
وأشار أن باكستان وشعب كشمير يؤيدان دائما الحوار والدبلوماسية، إلا أن الهند تمارس أساليب قمعية ضد شعب المنطقة.
وشدد على أن الجيش الباكستاني سيحمي كشمير وشعب المنطقة حتى آخر رصاصة في ذخيرته.
ولفت أن كل الانتهاكات التي تمارسها الهند، تم توثيقها ونشرها، وأصبح الإعلام الدولي شاهدا على ما يحدث.
وتابع: "لم يعد العالم يصدق الروايات والأخبار الكاذبة التي تنشرها الهند بخصوص الموضوع".
وتطرق مسعود خان، إلى أن الصين وتركيا وإيران، تنتقد الهند صراحة، في حين تلتزم باقي دول العالم الصمت إزاء ممارسات نيودلهي، بسبب المصالح الاقتصادية والاستراتيجية.
وبخصوص احتمالات عبور القوات الهندية لخط السيطرة، قال مسعود خان إنه في السابق كانت باكستان تحاول تحرير إقليم كشمير المحتل من قبل الهند، والآن هناك تهديد أيضا بخصوص آزاد كشمير.
وأكد أن المنطقة ستتحول إلى مقبرة للهند إذا تجرأت على عبور خط السيطرة.
وختم مسعود خان بالقول: "صدقوني، أنا أدرك جيدا قوة شعب كشمير في الدفاع عن أرضه وتفانيه، إذا دخلت الهند المنطقة فستصبح آزاد كشمير مقبرة لها".
المصدر : وكالة الأناضول