قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن التنسيق بين موسكو والرياض ضروري لضمان الأمن في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وفي مستهل مباحثات مع الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز في الرياض، أكد بوتين دعم البلدين لجهود مواجهة التهديدات الإرهابية، وتسوية أزمات الشرق الأوسط بالطرق السياسية والدبلوماسية.
من جانبه، قال الملك السعودي إن الرياض تسعى للعمل المشترك مع موسكو في جميع القضايا التي يمكن حلها كتعزيز الأمن والاستقرار ومكافحة التطرف والإرهاب، وفق تعبيره، وثمن الملك سلمان ما وصفه بالدور النشط الذي تؤديه روسيا في المنطقة والعالم.
ووصل الرئيس الروسي في وقت سابق اليوم الاثنين إلى السعودية في مستهل جولة خليجية تشمل الإمارات، وحظي بوتين باستقبال حار بعد وصوله، في أول زيارة من نوعها له إلى السعودية منذ 12 عاما.
وبعد وصوله إلى مطار الرياض، تم استقبال الرئيس الروسي بطلقات المدفعية، قبل أن ترافق موكبه مجموعة من الخيالة السعوديين الذين حملوا الأعلام الروسية وصولا إلى قصر اليمامة.
ويجري بوتين محادثات مع الملك السعودي، بالإضافة إلى محادثات مع ولي العهد في وقت لاحق الاثنين، وستُجرى محادثات بين الوفدين الروسي والسعودي، ومن المتوقع أن يهيمن النفط على المحادثات.
كشف الرئاسة الروسية أن الرئيس فلاديمير بوتين بحث مع القيادة السعودية التعاون العسكري التقني، مؤكدا أن المحادثات حول توريد منظومة أس-400 للمملكة جارية.
جاء ذلك في تصريحات للمتحدث باسم الرئاسة (الكرملين) دميتري بيسكوف أمس، تعليقا على نتائج زيارة الرئيس إلى الرياض.
وردا على سؤال حول عقد صفقة أس-400، قال إنه تم بحث التعاون العسكري التقني دون كشف أي تفاصيل، مضيفا "هناك خطط ونأمل أن يستمر هذا الحوار".
وسبق أن عرض بوتين على المملكة، في أعقاب الهجوم على منشأتين حيويتين لشركة أرامكو في 14 سبتمبر/أيلول الماضي، شراء منظومات الصواريخ الروسية للدفاع الجوي من طراز أس-400.
أميركا أم روسيا؟
وكانت موسكو في وقت سابق قد وقعت مع السعودية في أكتوبر/تشرين الأول 2017 بروتوكول اتفاق يمهد لشراء أنظمة صواريخ روسية مضادة للطيران من طراز أس-400، غير أن الصفقة لم تتم نهاية المطاف، إذ اختارت المملكة شراء أنظمة صاروخية أميركية.
وسيؤدي أي تقدم لتنفيذ خطط تدرسها السعودية منذ فترة -لشراء نظام الدفاع الجوي الصاروخي أس-400- إلى استياء واشنطن التي أعلنت مطلع الأسبوع أنها سترسل نحو ثلاثة آلاف جندي ونظم دفاع جوي إضافية إلى المملكة في أعقاب الهجوم الذي وقع الشهر الماضي.
وقد قاوم الرئيس الأميركي دونالد ترامب ضغوطا لفرض عقوبات على الرياض بسبب انتهاكات لحقوق الانسان بما في ذلك مقتل الكاتب الصحفي جمال خاشقجي، ووصف العقوبات بأنها خطوة "خرقاء" لا تفيد سوى روسيا والصين.
يُذكر أن الرياض وموسكو وقعتا عشرين اتفاقية شملت مجالات عدة أبرزها الاقتصاد، على هامش زيارة بوتين التي يرافقه فيها وزير الطاقة ورئيس صندوق الثروة السيادي.
المصدر : وكالات