الحمد لأهله و الصلاة لأهلها أما بعد!
إن لله- سبحانه و تعالى- تسعة و تسعون اسما ، و من أسمائه - سبحانه و تعالى -: الرزاق ، ۞ يَرْزُقُ مَن يَشَاء بِغَيْرِ حِسابٍ [سورة آل عمران:37]و كل الأشياء اللازمة للعيش في الدنيا من عطية الله، و نعمه المتوفرة ، و تكفل برزق من في الأرض، حيث قال تعالى : ۞ وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا ، سورة هود : [6]
الأسباب المعنوية و المادية لجلب الرزق
يُجلب الرزق بوسائل وأسباب نذكر منها على ضوء القرآن و السنة ،و بالله التوفيق.
1/التوبة إلى الله و الاعتراف بالذنب و الإكثار من الاستغفار.
وهو ما قاله الله -تعالى- على لسان سيدنا نوح حين قال: فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا۞ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا ۞وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا.[سورة نوح :10- 12]
2/تقوى الله تعالى.
هو سبب عام تندرج تحته باقي الأسباب، فمن كان حريصا على رضا الله والتقرب منه، ضاعف له رزقه من حيث لا يحتسب، قال تعالى: (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا۞وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ).«سورة الطلاق: 2-3»
3/صلة الرحم أي زيارة الأقارب من الأرحام.
روى البخاري (2067) ومسلم (2557) عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ فِي رِزْقِهِ أَوْ يُنْسَأَ لَهُ فِي أَثَرِهِ فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ ) .وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضى الله ةعنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ:« مَنْ أَحَبَّ أَنْ يُبْسَطَ له فِي رِزْقِهِ، وأَنْ يُنْسَأَ لَهُ فِي أَثَرِهِ فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ». أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ.
4/الصدقة و الإنفاق في سبيل الله و الإحسان إلى الضعفاء-
وذلك لقوله تعالى: (قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِين)[سورة سبا: 39]
5/القيام بالعبادة:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضى الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ يَا ابْنَ آدَمَ تَفَرَّغْ لِعِبَادَتِي أَمْلَأْ صَدْرَكَ غِنًى وَأَسُدَّ فَقْرَكَ وَإِلَّا تَفْعَلْ مَلَأْتُ يَدَيْكَ شُغْلًا وَلَمْ أَسُدَّ فَقْرَكَ.[سنن الترمذي/ 2466]
6/المتابعة بين الحج والعمرة:
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: (تابعوا بين الحجِّ والعمرة؛ فإنهما ينفِيان الفقر والذُّنوب، كما ينفي الكيرُ خبث الحديد والذَّهب والفضة).[ سنن الترمذي/810]
7/التوكل على الله حق توكله ، و الوثوق بأن الرزق بيد الله:
عن عمر بن الخطاب رضي الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( لَوْ أَنَّكُمْ تَوَكَّلْتُمْ عَلَى اللَّهِ حَقَّ تَوَكُّلِهِ لَرَزَقَكُمْ كَمَا يَرْزُقُ الطَّيْرَ ، تَغْدُو خِمَاصًا ، وَتَرُوحُ بِطَانًا ) رواه الترمذي (2344) ، وابن ماجه (4164)
8/الزواج.
يقصد به الزواج المبني على التعفّف والإحصان وإرادة الولد:فيؤدي إلى أنّ يرزق الله صاحبه من حيث لا يحتسب، قال تعالى: (وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ).[سورة النور، 32]
9/ الدعاء بأدعية الرزق و الأذكار المأثورة عن رسول الله صلى الله عليه و سلم .
عن أم سلمة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أصبح قال: ((اللهم إني أسألك علماً نافعاً، ورزقاً طيباً وعملاً متقبلاً)[أخرجه ابن ماجه، كتاب الصلاة، باب ما يقال بعد التسليم، برقم 925]
10/شكر الله تعالى و طاعته.
۞ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ ﴾.[السورة ورقم الآية: إبراهيم7]
11/إنجاب الأولاد.
﴿ وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئًا كَبِيرًا ﴾ [الإسراء: 31 ]
أما السبب المادي لجلب الرزق
.فالسعي لطلب الرزق، حيث ضمن الله الرزق لعباده، إلا أنّه أمرهم بالسعي لتحصيل هذا الرزق، قال تعالى: (هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ).[سورة الملك ، 15]
الأسباب المانعة للرزق.1.الزنا 2.نقص المكيال و الميزان3. الحكم بغير ما أنزل الله 4. منع الزكاة 5. الربا 6. اليمين الكاذبة 7. الكذب 8. الاحتكار 9. الغش10. التجارة في المحرمات.
و مما يُجدر بالذكر أن أنواع الرزق ثلاثة:
1/الرزق المكفول: هو الرزق الذي كفله الله لكافة خلقه وعبيده، وإذا لم تأتِه أتاك.2/ الرزق المقسوم: هو الرزق الذي يأتي بالسعي والتعب والجد.3/الرزق الموعود: هو الذي وعده الله لعباده المؤمنين المتّقين فقط.
الكلمة الآخيرة ان ضيق الرزق وسعته يعود إلى تقدير الله -تعالى- وحكمته، فمن هذا المنطلق نطلب الرزق من الله فقط و لا نعتمد على الوظائف و التجارات أبدا.