يسرنا أن نقدم لكم هذه السلسلة الموجزة من النصائح والخطوات العملية التي إن اتبعتها ستكون معلما ناجحا إن شاء الله، وسنناقش كل مرة بإيجاز خطوة خطوة.
أولا:
الاستعانة بالله والتوكل عليه وإخلاص النية له سبحانه وابتغاء مرضاته بالعمل في مجال التدريس، ولا سيما للأعاجم المُحاطين بالفتن من حولهم في المجتمعات الغير مسلمة وحديثي العهد بالإسلام فاحرص على أن تكون نيتك نشر العلم وإفادة إخوانك ممن يجدون صعوبة في الحصول على فرصة لتعلم كتاب الله واللغة العربية، ولا تجعل هدفك الأساسي هو العائد المادي؛ حتى لا يطغى على تفكيرك ويكون هو همُّك الأول وتنسى مهمتك السامية في تعليم العلم.
ثانيا:
كن واثقا بنفسك ولا تتردد وأعِدَّ لدرسك جيدا وابحث كثيرا من خلال الانترنت أو الكتب المتوفرة لديك؛ لتحصل على أفضل الكتب التي تساعدك في توصيل المعلومة للطالب، ومن الممكن أن تجهِّز الكلمات والعبارات التي ستحتاج إليها في الدرس (باللغة الوسيطة التي تستخدمها ) مسبقًا؛ حتى لا ترتبك أو لا تستطيع التعبير عما تريد.
ثالثا:
نظِّم وقت الحصة وقسِّمه بحيث تتمكن من تعليم الطالب ما ترغب في تعليمه إياه دون تقصير في شيء، واجعل القليل من الوقت للتحدث مع الطالب واستماع مشاكله أو مشاركته ما يحب إذا كان طفلا، ويمكنك أن تفعل ذلك في وقت إضافي بعد انتهاء الوقت الأصلي للدرس إذا لم تكن مشغولا، ولكن لابد أن تستأذن الطالب أولا بمد الوقت قليلا للتحدث سويا.
رابعا:
لابد أن تعرف ما يريده الطالب منك، وإن كان طفلا فاسأل ولي أمره ماذا يريد لطفله أن يتعلم، فقد يرغب فقط في تعليم ابنه الحروف العربية ليتمكن من قراءة القرآن دون التعمق في دراسة اللغة، أو قد يرغب في تعلم التلاوة والنطق الصحيح للقرآن الكريم دون الحفظ مثلا، ولابد أن تحترم رغبته لأن الهدف الأساسي هو جذب الطالب الأعجمي إلى حظيرة الإيمان والقرآن وألا ننفره؛ حتى لا يمل و يترك الحفظ ويصير فريسة سهلة للفتن حوله.
خمسا:
ادرس شخصية الطالب وبالأخص الأطفال جيدا؛ لتعرف مفاتيحه، وكيف تتمكن من السيطرة عليه والتحكم في الحصة، فإن كان عنيدا خذه بالرفق وأشعره بأهميته وشجِّعه، وإن كان خجولا فتلطف معه؛ ليكسر حاجز الخوف ويندمج معك، وإن كان كسلانا فحاول أن تنشطه بألعاب تعليمية أو مسابقات بسيطة؛ ليستعيد نشاطه، وإن كان كثير الحركة فحاول جذبه إليك بطرق مختلفة ويمكنك أن تستغل حركته الكثيرة في تعليمه حركات الصلاة مثلًا أو تروي له قصة مفيدة تجعله ينتبه إليك، وإن كان يحب الألعاب الالكترونية فاستغل ذلك في تعليمه استخدام القلم الالكتروني ومكنه من الكتابة على السبورة الالكترونية فيما يفيد الدرس إذا كنت تستخدم برنامج زووم، ومشاركة شاشته معك وفتح المواقع التي ترغب في تعليمه من خلالها أي اجعله يفعل ذلك بنفسه.
سادسا:
كن داعيا بقدر معلوماتك بالإضافة إلى كونك معلما، وعلِّم الطفل بعض الأذكار والأدعية والأحاديث والآداب الإسلامية والعبادات، وبذلك تكون معلمًا ومؤدِّبًا له، ويكون ذلك صدقةً جاريةً لك إن شاء الله بعد وفاتك.منقول ( البيان لمعلمي العربية و القرآن)
خطوة فعالية للمعلم المثالي :
هي عدم اعتماده على طالب معين من الطلبة في عرض الدرس ، بل إنه ينوع الأفكار ،و الميراث ،و يستخدمها طيلة شرحه للدرس كي يبقى الطلاب مستيقظين ،و متشوقين إلى الدرس ،و لا يشعرون بالملل و العبء أثناء الدراسة في الصف .
اجعل شغلك الشاغل صنع الرجال، و كن أشد اعتناء بجانب الإحسان و التزكية إلى جانب التعليم الديني و التربية الدينية،و علم الطلبة الأفكار المثالية إلى جانب جهات خدمات الدين في داخل الصف و خارجه التي تساهم في حياتهم المستقبلة ، و قم بالدعاء لهم إذا جن الليل.
تغيير أسلوب التّدريس: حتّى يصبح المعلم ناجحا لا بد له من تغيير أسلوبه في التّدريس بين فترة وأخرى، وهذا سيساعد الطلاب على فهم دروسهم من خلال تنويع أساليب التّدريس؛ من قراءة، ومحادثة، وتدريب عملي.
اعرف تلاميذك من حيث المستوي – انطباعاتهم و مشاعرهم- خصائصهم – أفكارهم حيث يساعد ذلك على التعامل معهم، و اجعلهم يحبونك، و ابتعد عن العنف وتلطف مع من يعاني من صعوبات في التعلم.
آخيرا أقول لك! شاور أساتذتك الكرام في كل أمور خصوصا في مجال التعليم و التعلم .