قال وكيل وزارة الدفاع بحكومة الوفاق الليبية صلاح النمروش إن قواتهم سترد على قصف قاعدة الوطية العسكرية، وذلك عقب ساعات من استهدافها بطائرة حربية، يأتي ذلك بينما تحشد مصر لتأمين حدودها المشتركة مع ليبيا.
وأكد النمروش في تصريحات له اليوم الأحد أن الطيران الأجنبي الداعم للواء المتقاعد خليفة حفتر يحاول التشويش على نصر قوات حكومة الوفاق على الأرض، معتبرا أن قصف قاعدة الوطية يؤكد استمرار اللواء المتقاعد خليفة حفتر في عدوانه على الحكومة الشرعية وبمباركة الدول الداعمة له.
كما شدد النمروش على أن الرد على هذا العدوان سيكون في الوقت والمكان المناسبين، على حد تعبيره، مشيرا إلى أن الطيران الأجنبي الداعم لـ"مجرمي الحرب" نفذ العشرات من الضربات الجوية منذ العدوان على الغرب الليبي في أبريل/نيسان 2019 واستهدف مرافق مدنية وتسبب في مقتل مدنيين، مواطنين وأجانب.
استهداف القاعدة
وكانت طائرة حربية قد استهدفت مواقع داخل قاعدة الوطية العسكرية، التابعة لحكومة الوفاق غربي ليبيا. وقالت مصادر رسمية للجزيرة إن القصف أسفر عن تدمير منظومة للدفاع الجوي دون أن يوقع خسائر بشرية.
وبحسب مراسل الجزيرة في طرابلس أحمد خليفة فإن هذه الغارات هي الأولى من نوعها التي استهدفت قاعدة الوطية عقب السيطرة عليها من قبل حكومة الوفاق في 18 مايو/أيار الماضي.
ونقل عن مصادر أن القصف تم عبر طائرتين، الأولى حربية والثانية مسيّرة.

قصف وتفاصيل
وبيّن خليفة أن الطائرة الحربية هي التي استهدفت منظومة الدفاع الجوي، مشيرا نقلا عن المصادر ذاتها إلى أن الطائرتين أقلعتا من قاعدة الجفرة العسكرية التي يتحكم فيها مسلحو شركة فاغنر الروسية، الداعمون لحفتر.
وقال إن حكومة الوفاق وجّهت عصر اليوم اتهاما رسميا لحفتر بتنفيذ هذه الغارات، إلا أنها أكدت أن هذا الغارات لن تعيقها عن أهدافها للسيطرة على كامل التراب الليبي.
يأتي ذلك تزامنا مع تحليق لطائرات روسية وإماراتية فوق سرت خلال الـ 48 ساعة الماضية، ما يعني تصعيدا مرتقبا خلال الأيام المقبلة، حسب المراسل ذاته.

تأمين الحدود
وفي سياق متصل بهذه التطورات الميدانية، قالت الرئاسة المصرية إن الرئيس عبد الفتاح السيسي اطلع على خطط وجهود سلاح الإشارة بالجيش لتأمين العمق الغربي لمصر وحدودها مع ليبيا.
وبحسب بيان لوكالة أنباء الشرق الأوسط، فقد اطلع السيسي كذلك على خطط تأمين الاتجاهين الشمالي الشرقي والجنوبي وجميع الاتجاهات الإستراتيجية حتى الحدود الدولية لمصر، وكذلك أحوال وأوضاع المنافذ الحدودية وتأمينها بالكامل.
وكان السيسي قد قال في 20 يونيو/حزيران الماضي إن أي تدخل مباشر لمصر في ليبيا باتت تتوفر له الشرعية الدولية سواء للدفاع عن النفس أو بناء على السلطة الشرعية الوحيدة المنتخبة في ليبيا وهو مجلس النواب (في طبرق).
وأضاف السيسي "ستكون أهدافنا حماية الحدود الغربية، وسرعة دعم استعادة الأمن والاستقرار على الساحة الليبية، باعتباره جزءا من الأمن القومي المصري".
كما أكد أن "تجاوز سرت والجفرة خط أحمر بالنسبة لمصر"، وأنه لن يدافع عن ليبيا إلا أبناؤها، معربا عن استعداد مصر "لتسليح أبناء القبائل (الليبية) وتدريبهم".

موقع وتحذير
وتقع قاعدة الوطية الجوية -المعروفة سابقا بقاعدة "عقبة بن نافع"، والتي تقارب مساحتها 40 كيلومترا مربعا- قرب منطقتي "الجميل" و"العسة" (غربي البلاد)، ويعد سقوطها ضربة مدوية لحفتر بعد خسارته مدن الساحل الغربي.
وتعد القاعدة من أكبر القواعد الجوية في ليبيا، حيث تضم مخازن أسلحة ومحطة وقود ومهبطا للطيران ومدينة سكنية وطائرات حربية، بينها طائرات إماراتية مسيرة تستخدمها قوات حفتر في شن هجمات على طرابلس.
وتتسم القاعدة بموقع إستراتيجي، حيث إن الطيران الحربي والمسير الذي يطير منها يغطي كامل المناطق الغربية لليبيا، وتستطيع استيعاب نحو 7 آلاف عسكري.
وتأتي هذه التطورات بينما حذّر الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون من تحول ليبيا إلى صومال جديد.
وخلال مقابلة مع التلفزيون الفرنسي الحكومي قال تبون إن الوضع في ليبيا شبيه بما يجري في سوريا، بسبب تعدد التدخلات الأجنبية، وهو ما ينعكس سلبا على أمن المنطقة.
المصدر : الجزيرة + وكالات