تم تبني قرار يعرب عن القلق البالغ إزاء انتهاكات حقوق الإنسان التي ارتكبها جيش ميانمار ضد الروهنغيا في الدورة الخامسة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة ، بعد أن غيرت تسع دول موقفها لصالح القرار.
والدول التسع التي امتنعت عن التصويت على القرار في 2019 هي: الكاميرون وغينيا الاستوائية وكينيا وليسوتو وموزمبيق وناميبيا وتنزانيا وبالاو وجزر سليمان. وذكرت تقارير إعلامية أن القرار تم تبنيه بأغلبية 130 صوتا مقابل 9 معارضين وامتناع 25 عن التصويت الخميس.
والدول التي صوتت ضد القرار هي بيلاروسيا وكمبوديا والصين ولاوس وميانمار والفلبين وروسيا وفيتنام وزيمبابوي.
ويحدد القرار ولايات كاشين وراخين وجنوبي تشين وشان باعتبارها المناطق التي وقعت فيها الانتهاكات في المقام الأول ويذكر أن انتهاكات الحقوق أدت إلى نزوح 860 ألف روهينجا وأقليات أخرى إلى بنغلاديش.
وفي شرح للموقف بعد التصويت ، ادعى ممثل ميانمار أن البلد صوت ضد مشروع القرار لأنه يرقى إلى استخدام مبادرات حقوق الإنسان لأغراض سياسية ، ولأن أحكامه تتدخل في ولاية ميانمار.
ويأتي ذلك وسط إرسال المجموعة الثانية المؤلفة من 1800 لاجئ من الروهينغا إلى جزيرة بشان شار، حيث غادرت أربع سفن تابعة للبحرية البنغلاديشية تحمل ما لا يقل عن 1800 لاجئ من الروهنغيا ، يوم الثلاثاء ، ميناء شيتاغونغ إلى جزيرة باشان شار في خليج البنغال ، المعرضة للفيضانات.
وأوضحت الحكومة البنغلاديشية على أن اللاجئين المضطهدين يريدون بدء حياة جديدة في بشان شار ، حيث وصل 1600 آخرين في وقت سابق من هذا الشهر. تريد الدولة الواقعة في جنوب آسيا في نهاية المطاف نقل 100 ألف من الروهنغيا إلى الجزيرة النائية في خطوة لتخفيف الازدحام في مخيمات اللاجئين التي تأوي ما يقرب من مليون من الروهنغيا.
ومما يجدر بالذكر أنه وفي مطلع ديسمبر/ كانون الأول الجاري، أرسلت السلطات البنغالية، 1642 لاجئاً أراكانياً، إلى الجزيرة المذكورة.
وكانت منظمات إنسانية وحقوقية عديدة، انتقدت نقل السلطات البنغالية لاجئي أراكان إلى جزيرة “باشان شار” النائية في خليج البنغال، لكونها معرضة لخطر الفيضانات والعواصف رغم تصريحات مسؤوليين بنغال بأن الروهنغيا يقضون حياة أفضل في الجزيرة بالنسبة من المخيامات، وأن الحكومة تنقل المطوعين ولا تجبر أحدا.
ولفت نائب المسؤول، الذي يتولّى أمر اللاجئين في بنغلاديش محمد شمس الدُجى، إلى أن عملية النقل تتم طواعية، وإنه لن يُنقل أحد للجزيرة رغم إرادته.
وقالت بنغلاديش إنها لن تنقل إلا الراغبين في الذهاب، وذلك بهدف تخفيف حدة الزحام في مخيمات اللاجئين التي يعيش فيها أكثر من مليون من الروهنغيا.
وتقع الجزيرة في خليج البنغال على بعد حوالي 50 كيلومترا من الساحل الجنوبي الغربي للبلاد، ولا يمكن الوصول إليها إلا عن طريق القوارب.
وتواجه أقلية الروهنغيا المسلمة، حملة عسكرية وحشية في ولاية “أراكان” الغربية في ميانمار، ولجأ أكثر من 1.2 مليون منها إلى منطقة “كوكس بازار”، جنوب شرق بنغلاديش.
وفي أغسطس/ آب 2017، أطلق جيش ميانمار ومليشيات بوذية متطرفة، حملة عسكرية دامية بحق الروهنغيا، وصفتها الأمم المتحدة والولايات المتحدة آنذاك بأنها “تطهير عرقي”.
وتعتبر حكومة ميانمار، الروهنغيا “مهاجرين غير نظاميين” من بنغلاديش، فيما تصنفهم الأمم المتحدة “الأقلية الأكثر اضطهادا في العالم”.