أكبر مسجد في آسيا الوسطى جامع شامليجا في إسطنبول عاصمة تركيا

أكبر مسجد في آسيا الوسطى جامع شامليجا في إسطنبول

تعانق مآذن جامع شامليجا سماء إسطنبول، وتطل شرفاته ونوافذه على أجزاء واسعة من المدينة، وهو استقبل الجمعة أولى الصلوات فيه، مع قرب إنجاز واحدة من أكبر الورشات العمرانية في عهد الرئيس رجب طيب أردوغان.

أشرف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بنفسه على بناء هذا المسجد الضخم الأكبر في تركيا، والذي أثار جدلا كبيرا في البلاد.

ويرتفع المسجد على تلة شامليجا الخضراء، في الجانب الآسيوي من إسطنبول، بحيث تقع أنظار كل من في هذا الشطر من المدينة عليه.

ورغم وجود اعتراضات من جانب بعض المعماريين والبيئيين، وصولا إلى تقديم شكاوى أمام القضاء، لم يحل شيء دون مواصلة العمل في هذا المسجد، وإنجاز تشييده في سنوات ثلاث.

أكبر مسجد في آسيا الوسطى جامع شامليجا في إسطنبول

يمتد مسجد شامليجا على 15 ألف متر مربع، وهو يتسع لستين ألف شخص، وفيه مكتبة ضخمة وقاعات محاضرات ومتحف للفنون الإسلامية التركية ومشاغل فنية.

وترتفع كل من مآذنه 107,1 أمتار، أي أعلى من مآذن مسجد المدينة المنورة. وفي هذا الرقم رمزية خاصة، إذ أن فيه إشارة إلى عام 1701، الذي انتصر فيه السلاجقة على البيزنطيين في معركة ملاذكرد في زمن السلطان ألب أرسلان التركماني.

أكبر مسجد في آسيا الوسطى جامع شامليجا في إسطنبول

يرى منتقدو أردوغان، أنه من خلال بناء هذا المسجد الأكبر وأمور أخرى مشابهة، يحاول أن يتمثل بالسلاطين الذين حكموا الدولة العثمانية.

والمسجد هذا بمآذنه الست، هو واحد من المشاريع الكبرى التي أنشئت في تركيا في الفترة الأخيرة، مثل القصر الرئاسي ذي الغرف الألف ومئة وخمسين، ومطار ثالث في إسطنبول، والجسر الجديد فوق البوسفور، وقناة إسطنبول، وهي مشاريع لا يتردد أردوغان نفسه عن وصفها بأنها "مشاريع مجنونة".

وتم الانتهاء من الأعمال الخرسانيّة في أعمال بناء الجامع الذي يعمل فيه نحو 500 شخص ليل نهار، فتم بناء فناء الجامع الموجود به ست مآذن، شُيدت خمس منها حتى الآن، وأقسام المتحف، والمعارض الفنية، والمكتبة، وقاعة الاجتماعات والندوات، وموقف السيارات.

أكبر مسجد في آسيا الوسطى جامع شامليجا في إسطنبول

وأوضح أرجين كولونك أنه تم البدء في تشييد القبّة الضخمة التي ستغطي الجزء العلوي للجزء المغطي من الجامع التي تُعد خطوة مهمّة في تشييده. حيث تم وضع السقالات في المكان الذي ستشيد فيه القبة حسب مخطط البناء، وأن أعمال البناء تجري على قدم وساق بعناية فائقة للغاية.

وإلى جانب القبة الضخمة في الجزء المغلق من الجامع، سيتم تشييد 39 قبة أخرى بأحجام مختلفة. كما يوجد 21 قبة في فناء الجامع، و9 قباب في مدخل الجامع، ويضم مجمع الجامع 70 قبة.

وأضاف كولونك أنه مع الاقتراب من نهاية الأعمال الخرسانية في هذا الصرح المصمم ليكون أكبر مجمع إسلامي في تاريخ الجمهورية التركية، تم تشكيل فرق من أجل وضع اللمسات الأخيرة التي تتطلب مهارة حرفية دقيقة.

وأوضح أن الفرق المشكلة كل على حدة من أجل الخطوط التي ستزين الجامع وزخارف الجامع والرخام تواصل أعمالها في 10 ورش منفصلة في مدن مختلفة في تركيا.

وشعرت الحكومة التركية بأهمية وقيمة تلة «تشامليجا (Çamlıca)»، التي تسمى باللغة العربية تلة العرائس، الواقعة في الشطر الآسيوي، بالنسبة للسياحة عام 1980، لا سيما أنها تطل على معظم أنحاء إسطنبول، كما أنها مليئة بأشجار الصنوبر، فاشترتها الحكومة، وأقامت بها مقهى ومطعما واستراحة لاستقبال الزوار والسياح، فأصبحت معلما ومزارا مهما بالنسبة لهم، وملاذا شعبيا معروفا بالنسبة لسكان إسطنبول، وقد سميت تلة العرائس بهذا الاسم لأن معظم زوارها من العشاق، وكذلك العرائس الذين يحضرون بملابس الزفاف لالتقاط الصور التذكارية في هذه المناسبة.

أكبر مسجد في آسيا الوسطى جامع شامليجا في إسطنبول

وتنقسم «تشامليجا» إلى تلتين، إحداهما ترتفع عن الأخرى بنحو 38 مترا، وتُسمى «بويوك تشامليجا»، أي «تشامليجا الكبيرة»، ويبلغ ارتفاعها 267 مترا فوق سطح البحر، والأخرى «كوتشوك تشامليجا»، وهي الأصغر، ويبلغ ارتفاعها 229 مترا فوق سطح البحر. والتلة الكبيرة توفر إطلالات رائعة كونها الأعلى، حيث يمكن مشاهدة الممرات المائية الرئيسية في إسطنبول، مثل جسر البوسفور على البحر الأسود، وجزر الأميرات على بحر مرمرة، وشبه جزيرة «امينونو» التاريخية، إضافة إلى جبل «أولوداغ»، المكسو بالثلج والواقع قرب مدينة بورصة، و«تشامليجا الصغيرة» ليست بأقل من «تشامليجا الكبيرة»، فهي مليئة بالحدائق الرائعة والغابات الخلابة ومسارات المشي.

ويقصد الكثيرون تلة العرائس هربا من ضغوطات الحياة اليومية، ولاستنشاق الهواء النقي، والمنظر الجميل لأزهار «التوليب» الملونة التي ينتشر عبيرها في أجواء التلتين. وهناك كثير من المطاعم والمقاهي والأكشاك والأماكن المخصصة للشواء، التي تكتظ بالأسر في عطلة نهاية الأسبوع.

المصدر : الشرق الأوسط و france24

اترك تعليقاً