مع خيوط الفجر الأولى اكتظت شوارع العاصمة التونسية بأعداد هائلة من التونسيين، حاملين الورود ومتوجهين إلى الشوارع التي ستمر منها جنازة الرئيس، معلنين أن تونس التي نجحت في تقديم أبهى صورة لدولة المؤسسات في انتقال سلس لسلطة، ستبقى مدرسة لديمقراطية يتعلم منها محيطها الإقليمي.
وقد ووري جثمان الرئيس التونسي الراحل الباجي القايد السبسي الثرى في مقبرة الجلاز بالعاصمة تونس، في جنازة حاشدة شارك فيها عدد كبير من الرؤساء والزعماء والقادة والمسؤولين من مختلف أنحاء العالم.
ورود ودموع لم يخف التونسيون دموعهم وحزنهم لتوديع أول رئيس انتخب في اقتراع عام وديمقراطي ومباشر عام 2014- للمرة الأخيرة، وكان إلقاء المواطنين للتحية العسكرية، من أكثر الصور انتشارا بين التونسيين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وسط مزيج من الشعائر الشعبية والإجراءات الرسمية.
وبحضور ممثلين عن أكثر من 23 دولة وقبل دفن الجثمان، أقيم حفل تأبين رسمي ألقى فيه عدد من الرؤساء والشخصيات كلمات تأبين للرئيس الراحل، من بينهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وملك إسبانيا فيليب السادس وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد وملك الأردن عبد الله بن الحسين ورئيس حكومة الوفاق الوطني في ليبيا فائز السراج والرئيس الفلسطيني محمود عباس.
كما حضر الجنازة الرئيس البرتغالي مارسيلو ريبيلو دي سوزا، والرئيس الجزائري المؤقت عبد القادر بن صالح، فضلا عن سياسيين تونسيين، ورؤساء دول سابقين وفنانين.
وقال الناطق الرسمي باسم رئاسة الجمهورية فراس قفراش إن الوفود العربية والأجنبية سجلت حضورها نظرا للمكانة التي يتمتع بها الرئيس التونسي الباجي القايد السبسي، وهو ما يعكس صورته القوية.
رئيس لكل التونسيينوعبر التونسيون بمختلف توجهاتهم السياسية ومرجعياتهم الفكرية (سلطة ومعارضة) عن حزنهم لوفاة رئيس البلاد الذي وصفوه برجل الدولة ورجل المرحلة ومنقذ تونس من سيناريوهات كادت تجهض ثورتها.
ودعا الناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي والصحفيين والسياسيين باختلاف مراتبهم إلى ضرورة التمسك بوحدة الشعب فقط من أجل المرور بالبلاد إلى بر الأمان.
وأشادوا بوعي الطبقة السياسية والتزامها بكل مقتضيات الدستور، في تسليم السلطة إلى رئيس البرلمان، وتقديم موعد الانتخابات الرئاسية احتراما لمقتضيات الدستور.
وفي وقت سابق تجمع آلاف التّونسيين اليوم السبت، لتوديع وإلقاء النظرة الأخيرة على جثمان الرئيس التونسي الراحل الباجي قائد السّبسي، الذي ينقل الآن بموكب مهيب إلى مقبرة الجلاز لموارته الثرى.
ورفع التونسيون الذّين تجمعوا على جوانب الطرق القادمة من قصر الرّئاسة بقرطاج، والمؤدية إلى مقبرة الجلاز الأعلام التونسية ورددوا "الله أكبر" و"الله يرحمك يا باجي" .. .
يشار أن المسافة التي تفصل بين قصرقرطاج إلى مقبرة الجلاز تقدر ب25 كيلومترا .
وشهدت العاصمة التونسية، مراسم تأبين الرئيس الراحل محمد الباجي قائد السبسي، السبت، بنقل الجثمان من دار السلام، مقر الإقامة الرئاسية، إلى قصر قرطاج الرئاسي، قبيل مواراته الثرى.
وحضر التأبين الرسمي، قادة من دول العالم والرئيس المؤقت محمد الناصر ورئيس الحكومة التونسي يوسف الشاهد، وكبار مسؤولي الدولة، ورؤساء الأحزاب الوطنية.
المصدر : الوكالات