بنغلاديش..استشهاد عمر فاروق بيد إرهابي المناطق الجبلية

مخاطر التبشير تسود مناطق جبلية وتهدد سيادة البلاد

كان خباب صحابيا للرسول صلى الله عليه وسلم قبل 1441 عام، صبر على الظلم الشديد بحجة أنه من المسلمين الجدد، كان يهدده الكفار بالقتل وأحيانا يتركونه مغشيا بالضرب المبرح الذي قاموا به على حقه، ولكنه لم يستسلم بل نشر الإسلام في بيوت مكة و علم أهلها الدين، بعد ذلك هاجر إلى المدينة امتثالا لأمر الرسول صلى الله عليه وسلم وشارك في كل من الغزوات التي انعقدت بقيادة رسول الله صلى الله عليه وسلم، مات في عمر ناهز 72 عاما مريضا.

في بلادنا بنغلاديش أيضا كان ظهر مجاهد بطل في سر مثل الصحابي الجليل المظلوم خباب بن الأرت، اسمه عمر فاروق تريبورا، أسلم سنة 2014 وشغل نفسه في نشر دعوة الإسلام وتعليمه في أزقة المناطق الجبلية غير وجل ولا هياب ومتجاهلا عن تهديدات إرهابي الجبل ولكنه استشهد قبل أيام بأيديهم استشهادا يثير الاسى والحزن العميق.

كان يعيش بورنيندو تريبورا (اسم الشهيد عمر فاروق قبل أن يصير مسلما) في قرية هادئة تحمل اسم تولاسوري التابعة لبلدية بوانسوري لمحافظة بندربان،  كان من الديانة الهندوسية فتحول إلى النصرانية إثر جهد كثيف من قبل أصحاب التبشير ومما تجدر الاشارة الى أن البعثات التبشيرية الأوروبية اختارت منذ القدم محافظة بندربان والتي تضم المناطق الجبلية والأناس من الأقليات الدينية ويبذلون قصارى جهودهم لنشر النصرانية بين هؤلاء ، وهم نجحوا بالفعل.

بعد أيام قليلة منذ أن تحول إلى النصرانية سمع لأول مرة عن الإسلام بطريق صديق خاص له، وكان ينتظره نور يضيء القلوب وبعد ذلك كرامة الاستشهاد.

عقيب العرفان بالإسلام أسلم بورنيندو تريبورا تاركا وراءه الديانة المسيحية وحمل اسم عمر فاروق، كان الرب عز وجل أعطاه صفة السخاء مثل سيدنا عثمان رضي الله عنه ونعوت القيادة نحو سيدنا عمر الفاروق رضي الله عنه وهمة عالية وشجاعة لا مثالية كالصحابيين خباب وعمار رضي الله عنهما.

بعد أن أصبح مسلما وقف جزءاً من أراضيه الخاصة للمسجد وبناه ومضى إلى عمله من الأنشطة الدعوية، قبل أن استشهد أسلم على يديه 150 فردا من 32 أسرة من أقلية تريبورا.

كان يعلم تلك الأسر المسلمة الجديدة بنفسه ويؤدي مسؤولية الإمامة في المسجد الذي بنى بيديه وترك خلفه زوجة مسلمة جديدة وثلاث بنات و ولد وزوج ابنته بدكا والبنتان وولد له يتعلمون حاليا بمدرسة دينية بمحافظة كوكس بازار.

قال مهدي حسن الصحفي والباحث عن شؤون شيتاغونغ الجبلية إن الإرهابيين منذ أيام طويلة كانوا يهددون المسلمين الجدد ، نتيجة سلسلة من التهديدات وقعت حادثة استشهاد المسلم الحديد عمر فاروق.

حسب بيانات المحليين كان المسلم الجديد عمر فاروق تريبورا رجلا ساذجا و متواضعا للغاية،  كثيرا ما يتعرض للتهديد و الزجر للامتناع عن تبليغ الإسلام ولكنه واصل التقدم تجاه نشر الدين متجاهلا عن التهديدات، في 18 يونيو الماضي بعد رجوعه إلى المنزل إثر صلاة العشاء قتل بأيدي الإرهابيين على مرآى بنته البالغة 16 عاما، كانوا مدججين بالأسلحة وهم جروه خارج المنزل جبرا فصاحت بنته مستعينة ولكن القرويين لم يتقدموا خوفا من الموت.

قال شهود عيان إن الإرهابيين كانوا أمروه بترك الإسلام تحت السلاح ولكن عمر فاروق رفض اقتراحهم رفضا قاطعا وكان الإرهابييون ألقوا إليه الكلمات البذيئة وقالوا لماذا أسلمت لماذا بنيت المسجد؟  أثناء تلك الكلمات أطلقوا ثلاث رصاصات صوب الصدر وراسه فخر شهيدا على الأرض رحمه الله.

وقد نشر مقطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي عن الشهيد عمر فاروق أنه يجري مقابلة مع قناة لليوتيوب كان يقول “إن الله دعاني إلى الإسلام فأسلمت”.

منذ إسلامه من عم 2014م ألزم نفسه في جهاد نشر الدين ولم يكتف بالصلاة والزكاة والعبادة بل قام بدور فعال في إشاعة الدين الحنيف في بيوت المناطق الجبلية متجاهلا عن التهديد والوعيد ضد حياته، فعلا كان مجاهدا خالصا وداعيا حقيقيا.

ويشار إلى أنه بعد ما يقرب من 20 عاما من الحرب الانفصالية عام 1997 تعهد الإرهابيون بإحلال السلام من خلال اتفاقيات المناطق الجبلية، على الرغم من إغلاق العديد من معسكرات الجيش من قبل حكومة بنغلاديش بموجب الاتفاقية إلا أن الإرهابيين لم ينفذوا السلام بالمعنى الحقيقي.

بدلا من ذلك أنشأوا دورة مافيا في الجبال،  يعيش قادتهم في رفاهية بأخذ سكان الجبال كرهائن وتحصيل مستحقات شهرية وأسبوعية وزراعية منهم، سكان الجبال عاجزون تماما في مواجهتهم.

تم المؤامرة مع هؤلاء القادة من قبل المنظمات غير الحكومية في مشروع تنصير والتبشير بين السكان،  يذهب جزء كبير من الأموال إلى القادة في مقابل تحويل أهل الجبال إلى النصرانبة.

هناك بعض الأحزاب السياسية اليسارية في بلادنا يدعم مشروع التبشير،  لهذا السبب غالبا ما يتعارض قادة ومفكرو تلك الجماعات اليسارية مع مصالح البلاد ويتحدثون بصوت عال وفق إرهابيي الجبال ويحاولون إثارة ضجة في الداخل والخارج من خلال الصراخ بصوت عالٍ حول انتهاكات حقوق  إرهابيي الجبال،  لكنهم شاهدوا اغتيال عمر فاروق تريبورا في صمت، وهكذا يعيش سكان الجبال كعبيد وسط تلك الذئاب.

يجب أن نواصل العمل والمثل التي تركها عمر فاروق تريبورا ونعلم جيدا أن الإسلام هو الحصن الوحيد تجاه وحدة المناطق الجبلية وإلا فإن منطقتنا الجبلية ستصير تيمور الشرقية وجنوب السودان.